مدار الساعة- تصادف اليوم الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الشيخ ضرار محمد مختار المفتي (1940-2012)، أحد رجالات الكرك البارزين، الذين وهبوا حياتهم لخدمة الدين والوطن والمجتمع، فخلّد اسمه في ذاكرة الأردنيين بصفاته الرفيعة وسيرته الزاهدة.
نسب عريق وجذور في الكركينتمي الشيخ ضرار إلى عائلة آل المفتي الآمدي الشريفة، المنتسبة إلى السادة الأشراف، والتي عُرفت عبر التاريخ بالعلم والمعرفة وخدمة الدين والأمة. ويعود نسب العائلة إلى شيخ الإسلام الشريف عمر الحسني، مفتي الديار العثمانية وبلاد الشام، وهو نسب موثق في نقابات الأشراف والأرشيف العثماني.مع بدايات الدولة الأردنية، برز دور هذه العائلة في ميادين الطب، فقد عمل والده الشريف الطبيب محمد مختار المفتي أول طبيب في الكرك عام 1919 في عهد الحكم الفيصلي، فيما تولى عمه الشريف الطبيب محمد فريد المفتي مهمة أول طبيب لبلدية عمّان، وكان الاثنان من رواد العمل الطبي في إمارة شرق الأردن.سيرة عسكرية ومهنية مشرّفةوُلد الشيخ ضرار في الكرك عام 1940، وتخرج من مدرستها الثانوية عام 1958، ثم التحق بالكلية الحربية الملكية ليتخرج ضابطاً عام 1960 ويقود سرية في سلاح المدفعية الملكي على أسوار القدس، قبل أن يُحال إلى التقاعد عام 1964.انتقل بعدها إلى خدمة وطنه عبر مواقع مدنية رفيعة، حيث شغل مواقع قيادية في الملكية الأردنية، وسلطة المصادر الطبيعية، وصندوق تنمية المدن والقرى، مثبتاً حضوره الإداري ومساهمته في تطوير مؤسسات الدولة.رجل إصلاح وخدمة عامةلم تقتصر مسيرة الشيخ ضرار على العمل الرسمي، بل كرّس حياته للعمل المجتمعي التطوعي، وكان قريباً من الناس، مصلحاً لذات البين، محاطاً بالمحبة والاحترام. وتولى مواقع بارزة في العمل الأهلي، منها:رئيس نادي شباب هملان (1982-1989).نائب رئيس تنمية المجتمع المحلي لمنطقة شرق عمّان (1985-1994).وقد كرّمته أمانة عمّان الكبرى بإطلاق اسمه على أحد شوارعها، تخليداً لذكراه العطرة. كما خلّف إرثاً فكرياً بتأليفه مذكرات عن رجالات الكرك في الخمسينيات والستينيات، يعمل الدكتور محمد علي الأحمد حالياً على تحقيقها وإصدارها.عائلة من العلم والأدبنشأ الشيخ ضرار في بيتٍ عامر بالعلم والأدب. وهو شقيق المرحوم الشريف الشاعر أسامة المفتي (ابن شيحان وراهب القلعة)، والأستاذ المربي عدي المفتي حفظه الله. وخلّف أبناءً واصلوا مسيرة العطاء، منهم الدكتور محمد مختار المفتي، أستاذ الحديث الشريف والداعية الإسلامي والمفكر المعروف، إضافة إلى الشريف القاضي مصطفى المفتي رحمه الله.إرث خالد في الكرك والوطنلقد جسّد الشيخ ضرار المفتي صورة ابن الكرك الأصيل، بما حمله من تواضع، شهامة، وزهد، مقرون بالعمل الدؤوب لخدمة الناس. وفي هذه الذكرى، نقف وقفة وفاء لرجل ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ مدينته الكرك ووطنه الأردن.المراجع والمصادرهزاع البراري، مقال في جريدة الرأي الأردنية، قسم أبواب، الاثنين 4 كانون الثاني/يناير 2010.كمال الحوت، جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية، الطبعة الثانية، 1984.هند أبو الشعر ونوفان الحمود، عمان في العهد الهاشمي الجزء الأول (1916-1952).عادل زيادات، البدايات الأولى للمستشفيات والمعالجة الطبية في شرق الأردن (1883-1946)، عمادة البحث العلمي – جامعة اليرموك.أبو مختار.. اسم محفور في ذاكرة الكرك والأردنيين (فيديو) (video)

مدار الساعة ـ