روبلوكس في ورطة.. أمريكية تتهم المنصة بالإهمال بعد انتحار ابنها المراهق

مدار الساعة -رفعت والدة مراهق أمريكي يبلغ من العمر 15 عاماً دعوى قضائية ضد شركتي "Roblox" و"Discord" أمام محكمة مقاطعة سان فرانسيسكو العليا، متهمة المنصتين بالإهمال والتقصير في حماية الأطفال من مخاطر الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.

وجاءت الدعوى بعد أن أقدم ابنها إيثان دالاس على إنهاء حياته في أبريل (نيسان) 2024 عقب تعرضه للاستدراج من شخص بالغ على المنصتين.

تفاصيل الدعوى القضائية

اتهمت ريبيكا دالاس الشركتين بتشغيل خدماتهما بطريقة وصفتها بـ"المضللة والخطرة" أدت إلى استغلال ابنها جنسياً وانتحاره لاحقاً، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وأوضحت الدعوى أن إيثان بدأ استخدام منصة الألعاب "روبلوكس" منذ التاسعة من عمره بموافقة والديه ومع تفعيل الرقابة الأبوية، غير أن شخصاً بالغاً تظاهر بأنه طفل تمكن من استدراجه حين كان في الثانية عشرة، ثم شجعه على تعطيل الرقابة الأبوية ونقله للتواصل عبر "Discord".

انتقال الاستغلال

بحسب ما ورد في الشكوى، تطورت المحادثات من نقاشات عادية إلى موضوعات ذات طابع جنسي، قبل أن يطالب المعتدي بالحصول على صور ومقاطع مصورة صريحة مهدداً بنشرها.

واستسلم الفتى للتهديدات بدافع الخوف، الأمر الذي ترك آثاراً نفسية عميقة دفعته إلى الانتحار في سن الخامسة عشرة.

اتهامات بالإخلال بالواجب

حمّلت الدعوى القضائية المنصتين مسؤولية "الوفاة غير المشروعة" والتضليل بشأن معايير السلامة، مشيرة إلى أن غياب التحقق من الهوية والأعمار سهّل على الجاني التواصل مع الطفل.

وأضافت أن تصميم التطبيقات جعل الأطفال "فريسة سهلة" في ظل ضعف أنظمة الحماية.

دفاع الشركات وإجراءات السلامة

أكدت شركة "روبلوكس" أنها تطبق ميزات أمان متقدمة وتعمل على تطوير أكثر من 100 أداة حماية سنوياً، إلى جانب فرق رقابة بشرية على مدار الساعة، كما أعلنت تعاونها مع منظمات معنية بسلامة الطفل والصحة النفسية.

أما "ديسكورد" فأشارت إلى أن منصتها تشترط عمر 13 عاماً كحد أدنى، وتستخدم تقنيات آلية وفِرق متخصصة لحذف المحتوى المخالف، مؤكدة التزامها بالتصدي للاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.

سوابق مشابهة ودعاوى أخرى

ذكرت شركة المحاماة أنابول فايس، التي رفعت الدعوى، أن هذه القضية هي التاسعة من نوعها المرتبطة باستغلال الأطفال عبر منصات الألعاب والدردشة.

وكان المركز الوطني لمكافحة الاستغلال الجنسي قد صنّف في 2024 كلا من "روبلوكس" و"ديسكورد" ضمن قائمة كيانات وصفها بأنها "تسهل وتستفيد" من محتوى مسيء جنسياً.

كما كشف تحقيق صحفي أمريكي عام 2023 عن 35 حالة خلال ست سنوات تورط فيها بالغون باستخدام "Discord" في جرائم خطف أو تحرش أو استدراج.