مدار الساعة -أظهرت نتائج استطلاع رأي، أجراه معهد السياسة والمجتمع، بدعم من السفارة الهولندية، لاستكشاف تصورات واتجاهات وسلوكيات طلبة الجامعات الأردنية تجاه مشروع التحديث السياسي، والعمل الحزبي، والبيئة الجامعية المتطورة. حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أن قرابة (89.6%) من الطلاب يرون أن التحديث السياسي شكّل نقطة تحول إيجابية في انخراط الشباب الأردني بالحياة العامة، مقابل أقلية محدودة عبّرت عن تحفظها. كما عبّر الطلبة عن تقييم إيجابي للانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت عام 2024، واعتبروها مؤشرًا على التزام الدولة بمسار الإصلاح السياسي. وكشف الاستطلاع فيما يتعلق بالعوائق التي تحول دون مشاركة الشباب في العمل الحزبي، أن الخوف من التبعات الاجتماعية أو الأمنية جاء في المرتبة الأولى بنسبة (29.3%)، تلاه ضعف الوعي السياسي بنسبة (29.1%)، ثم انخفاض مستوى الثقة بالأحزاب السياسية بنسبة (21%). وعلى الرغم من أن (84.5%) من المستجيبين وصفوا الأحزاب بأنها مؤسسات أساسية للحياة السياسية، إلا أن أكثر من (90%) لم يسبق لهم المشاركة في أي نشاط حزبي، فيما لم يطّلع نحو (70%) على برامج الأحزاب خلال انتخابات 2024.
استطلاع: أكثر من 90% من طلبة الجامعات في الأردن لم يسبق لهم المشاركة في أي نشاط حزبي

مدار الساعة (معهد السياسة والمجتمع) ـ
كما أظهرت النتائج أن مشاركة الطلبة في الانتخابات الجامعية ما تزال متواضعة، إذ لم يشارك نحو 62.9% من الطلبة في الانتخابات الطلابية الأخيرة التي جرت منتصف العام الماضي في عدد من الجامعات عقب إقرار حزمة قوانين التحديث السياسي.، مقابل (36.7%) فقط شاركوا. وأشارت النتائج إلى أن التيارات العشائرية لا تزال الأكثر بروزًا في المشهد الطلابي بنسبة تجاوزت النصف، متقدمة على التيارات المناطقية أو الحزبية. وعلى صعيد الفجوة الجندرية، فقد أشار نحو (90%) من الطلبة إلى أن الذكور أكثر انخراطًا من الإناث في العمل السياسي والانتخابات الجامعية، وهو ما يعكس تحديًا إضافيًا يتطلب سياسات أكثر فاعلية لتمكين النساء في الحقل الطلابي والسياسي.و أكد الطلبة دعمهم للإصلاحات الإضافية في البيئة الجامعية، إذ عبّر (88%) عن تأييدهم لتطوير أنظمة الانتخابات الطلابية، وأيّد أكثر من (91%) توفير برامج تدريبية لبناء قدرات اتحادات الطلبة وتعزيز دورها في الحياة العامة. وتشير النتائج إلى أن الغالبية ترى ضرورة تطوير المناهج والأنظمة الجامعية بما يعزز الدمج بين الجانب الأكاديمي والأنشطة السياسية، ويسهم في رفع مستوى وعي الطلبة بالقضايا العامة.فيما يتعلق برؤية الطلبة لأبرز الأحزاب السياسية، أظهر الاستطلاع تصدّر حزب جبهة العمل الإسلامي بنسبة 16.3%، يليه حزب الميثاق الوطني بنسبة 11.9%، ثم حزب إرادة بنسبة 4.9%. أما بقية الأحزاب فجاءت بنسب تقل عن 2%، وهو ما يشير إلى أن القوة السياسية في وعي الطلبة ما تزال مرتبطة بمجموعة محدودة من الأحزاب دون غيرها.فيما يتعلق بالمنهجية، أوضح معدّ الاستطلاع، الباحث محمد الحجوج، أن مجتمع الدراسة شمل طلبة الجامعات الأردنية (تم تطبيق الدراسة على ثماني جامعات أردنية، حكومية وخاصة) بما يضمن التمثيل المتوازن للمناطق الجغرافية المختلفة، وأنماط المؤسسات، والتخصصات الأكاديمية. وقد بلغ حجم العينة 896 مستجيبًا، جرى اختيارهم وفق معادلة العينة العشوائية البسيطة عند مستوى ثقة 95% وبهامش خطأ 3.72%. أما عملية جمع البيانات فقد امتدت بين 14 و28 آب/أغسطس 2025.ولمعالجة التباينات في أحجام طلبة الجامعات، أكد الحجوج أن تعديلات أُجريت لضمان تمثيل ملائم للجامعات ذات أعداد الطلبة الأقل. واعتمدت الدراسة أسلوب العينة الطبقية غير التناسبية، بحيث لا يقل عدد المستجيبين عن 80 طالبًا في كل جامعة، مع تخصيص مستجيبين إضافيين للجامعات الأكبر حجمًا. ولتعزيز إمكانية تعميم النتائج، جرى تطبيق أوزان إحصائية استنادًا إلى نسبة إجمالي عدد الطلبة في كل طبقة (جامعة) إلى عدد المستجيبين الفعليين من تلك الطبقة.يُعد هذا الاستطلاع جزءًا من دراسة أوسع ينفذها معهد السياسة والمجتمع ضمن مشروع “جيل التحديث” بالشراكة مع السفارة الهولندية في عمّان، وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل المشهد الطلابي في الجامعات الأردنية من حيث التنظيم، والمساحة المتاحة، ومستوى المشاركة السياسية، واستكشاف توجهات الطلبة نحو العمل السياسي والحزبي داخل الحرم الجامعي، إلى جانب تقييم فعالية الأطر القانونية والمؤسسية الناظمة للنشاط الطلابي، وتقديم توصيات عملية لتعزيز البيئة الممكنة للمشاركة الحزبية والسياسية للطلبة في ضوء قوانين وأنظمة التحديث السياسي. وأكد معهد السياسة والمجتمع أن نتائج الاستطلاع تمثل خطوة أساسية في فهم تصورات الجيل الجديد من الأردنيين تجاه التحديث السياسي، وتُبرز التحديات التي ما تزال قائمة، مثل الفجوة الجندرية، وضعف الانخراط الحزبي، وهيمنة البنى التقليدية في البيئة الطلابية. كما شدّد المعهد على أن هذه النتائج توفّر قاعدة معرفية تساعد صانعي القرار والأحزاب والجامعات على تطوير سياسات أكثر استجابة لاحتياجات الشباب، معتبرًا أن مواصلة الإصلاحات في البيئة الجامعية، إلى جانب تعزيز الثقة بالأحزاب السياسية وتطوير برامج التمكين للشباب، سيُسهم في ترسيخ مسار التحديث السياسي في الأردن، ويعزز من قدرة الشباب على لعب دور فاعل في صياغة المستقبل السياسي للبلاد.
وتاليا استطلاع الرأي كاملا: