أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

زفة العميد عواد الشرفات.. درس ينحت سطوره الفرسان في سماء قبيلة بني حسن

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة (نيسان نيوز) ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب ابراهيم قبيلات -

وانا اشاهد فيديو زفة العميد المتقاعد عواد الشرفات بمعية الصديقين عماد ومحمود تحسرت فيه على (حزمة) رتب ما أن ترمجت حتى تبخرت .

هو زمن طغى فيه بريق المناصب والرتب، وغَرق كثيرون في أوهام السلطة، حتى إن بعض كبار الضباط ليغتر بكرسيه، وينسى أن الجندية شرف وخدمة، ومنهم من انتبذ مكانا قصيا خشية على منافعه ومكاسبه من دقة محتاج في ليل دامس . تخيلوا !!

مشهد استقبال العميد المتقاعد عواد الشرفات يذكرنا بأن الشرعية الحقيقية هي شرعية الناس، وأن الكرسي مهما عَلا، فإنه لا يساوي عند الناس شيئا إذا لم يُبن على إخلاص وخدمة.

هذه الحكمة تجسّدت في أبهى صورها في ذلك الاحتفال الشعبي المهيب الذي عم أرجاء قبيلة بني حسن الكرام وعشيرة الشرفات حيث توافدت جموع من القبيلة المدرسة، ومن مختلف العشائر المحبة، ليكونوا في موعد مع الوفاء.

كان اللقاء احتفاء بترميج ابنهم البار، العميد عواد، ليس بصفته رتبة عسكرية فحسب، بل بصفته ذلك الرجل الذي حمل راية العطاء ولم يغتر بمنصبه، فكان خادما لأبناء وطنه حيثما حل وارتحل.

لم يكن المشهد احتفالا عاديا، بل كان رسالة قوية نابضة بالحياة. رسالة مفادها أن الناس لا تنسى، وهي كلمة الفصل.

إنهم لا يكرمون الرتبة او المنصب بقدر ما يكرمون الرجل الذي كان خلفهما. يكرمون الجنرال الذي لم ينس إنسانيته وناسه، والذي كان بابا مفتوحا للقاصي والداني، والذي فهم أن القيادة الحقيقية هي خدمة للرعية، لا تسلطٌ عليها.

لقد أدرك الجميع في ذلك اليوم أن التاريخ يكتبه الناس، وليس الأوراق الرسمية.

فبينما يختفي البعض خلف مكاتبهم الوثيرة، خائفين على مكاسبهم، منقطعـين عن نبض الشارع، فإن من يخـدم بصدق وإخـلاص يكتـب اسمه في قلوب الناس، لتُقام له الأفراح ، وتهتف له الحناجر، ويكون ترميجه فرحا جماعيا، لأنه كان جزءا من فرحهم وألمهم.

هذا الاحتفال هو تذكير لكل من يتقلد موقعا مسؤولا: إن المحك الحقيقي ليس في كم المكاسب التي جمعتها، ولا في قوة المنصب الذي وصلت إليه، بل في سؤال بسيط وسهل: ماذا سيقول عنك الناس بعد أن تترك كرسيك؟ هل سيهتفون لك كما هتفوا للعميد عواد، أم سيسارعون إلى طي صفحتك دون اكتراث؟

إنها الدنيا دوّارة، والكراسي زائلة، ولكن الوفاء يبقى. فالشعوب تحاسب وتكافئ من يخدمها بصدق، وستظل تحفظ الجميل لمن وقف معها في السراء والضراء، تماما كما تفعل عشيرة الشرفات وقبيلة بني حسن اليوم، لترسخ درسا جديدا في منهاجنا الوطني بعنوان (الوفاء والإنسانية) .


مدار الساعة (نيسان نيوز) ـ