أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

البيت الروسي في عمّان: جسر ثقافي وتعليمي بين الأردن وروسيا

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: زيد الدبوبي -تلعب المراكز الثقافية الأجنبية دورًا حيويًا في مدّ جسور التواصل بين الشعوب، حيث تسهم في تعزيز التفاهم المتبادل، ونشر المعرفة، وفتح آفاق التعاون في مجالات متعددة. وفي هذا السياق، يبرز البيت الروسي في عمّان بوصفه مؤسسة ثقافية وتعليمية رائدة، تمثل الامتداد الحضاري لروسيا الاتحادية في الأردن، وتعمل كمنصة للتبادل الثقافي والعلمي والإنساني بين البلدين. فمنذ تأسيسه في عام 2009 شكّل هذا المركز نقطة التقاء بين المهتمين بالثقافة الروسية من جهة، والطلبة والباحثين الأردنيين الراغبين في الاستفادة من فرص التعليم والمنح الروسية من جهة أخرى.

النشأة والدور

البيت الروسي في عمّان هو جزء من شبكة المراكز الثقافية التي أنشأتها روسيا حول العالم، بهدف تفعيل القوة الناعمة وتعزيز الحضور الثقافي الروسي خارج حدودها. وبفضل إدارة المدير للبيت الروسي السيد روبن غازانتشيان و مساعده السيد محمد غمزاتوف الذي يقع في العاصمة الأردنية عمان ، بات المركز قريبًا من فئة واسعة من الطلبة والمثقفين والفنانين الذين وجدوا فيه فضاءً للتعرف إلى اللغة الروسية وآدابها، والانفتاح على فنونها وتاريخها، فضلاً عن الاطلاع على فرص التعليم في الجامعات الروسية.

الأنشطة الثقافية

يُعَدّ الجانب الثقافي من أبرز مجالات عمل البيت الروسي. فهو ينظم دورات متخصصة لتعليم اللغة الروسية بمستويات مختلفة، تستهدف الطلبة والباحثين والمهنيين الراغبين في الاستفادة من هذه اللغة في دراستهم أو أعمالهم أو حتى في رحلاتهم السياحية.

كما يقدّم المركز فعاليات ثقافية متنوعة تشمل معارض فنية، وعروض أفلام روسية، وندوات عن الأدب والتاريخ، إضافة إلى حفلات موسيقية وعروض رقص شعبي، تسعى جميعها إلى تعريف المجتمع الأردني بالتراث الفني والحضاري الروسي. هذه الأنشطة لا تُسهم فقط في إثراء المشهد الثقافي الأردني، بل تعزز أيضًا من فرص الحوار الحضاري بين المجتمعين.

البعد التعليمي

إلى جانب الأنشطة الثقافية، يضطلع البيت الروسي بدور محوري في تنسيق برامج المنح الدراسية المقدمة من الحكومة الروسية للطلبة الأردنيين. فهو يشكل الجهة الرسمية التي تزوّد الطلبة بالمعلومات حول التخصصات الأكاديمية المتاحة، وآليات التقديم، ومتطلبات الدراسة في الجامعات الروسية.

كما يقدم المركز خدمات التوجيه الأكاديمي التي تساعد الطلبة على اختيار التخصصات المناسبة لهم، وفهم طبيعة الحياة الأكاديمية في روسيا، بما يسهم في تهيئتهم علميًا وثقافيًا قبل بدء مسيرتهم التعليمية هناك.

البعد الدبلوماسي والثقافي

يتجاوز دور البيت الروسي الجانب التعليمي ليشمل تعزيز العلاقات الأردنية الروسية في مجالات الثقافة والعلم. فهو يمثل أداة من أدوات القوة الناعمة الروسية في المنطقة، حيث يساهم في ترسيخ صورة روسيا كدولة ذات إرث حضاري وثقافي غني، ويعمل على توطيد العلاقات الإنسانية عبر أدوات دبلوماسية غير تقليدية، ترتكز على الثقافة والفن والتعليم.

الآفاق المستقبلية

الآفاق المستقبلية واعدة، خصوصًا في ظل توسع التعاون الأردني الروسي في مجالات التعليم والطاقة والسياحة. ومن المتوقع أن تتزايد أهمية هذا المركز في السنوات القادمة ليصبح منصة أكثر تأثيرًا في بناء الجسور بين الشعبين، خاصة مع ازدياد الاهتمام المتبادل بالتبادل الأكاديمي والثقافي و توقيع الاتفاقية المنصوصة على إلغاء الفيزا للبلدين

الخاتمة

يمثل البيت الروسي في عمّان نموذجًا ناجحًا لمؤسسات القوة الناعمة التي تسهم في تعميق الحوار بين الثقافات والشعوب. ف بدوره المتعدد الأبعاد، يجمع بين نشر اللغة الروسية، وتوفير المنح التعليمية، وإقامة الأنشطة الثقافية، مما يجعله ركيزة مهمة في تعزيز التفاهم والتعاون بين الأردن وروسيا. وإذا ما استمر الدعم والتطوير، فإن هذا المركز سيظل جسرًا حيويًا يربط بين ضفتي الثقافة والإنسانية، ويعزز حضور روسيا في المشهد الثقافي الأردني


مدار الساعة ـ