مدار الساعة - كتب: أمين عام حزب ارادة زيد العتوم - هذه تقى… الدكتورة…… ابنة المجالي والأردن، دكتورة في القانون بتقدير امتياز… كما كانت مميزة في البكالوريوس والماجستير… وهي محامية مزاولة… تدربت وعملت على نفسها مع كبريات المؤسسات الدولية…. فصيحة فهيمة وازنة… وكما هو اسمها…تقية شريفة صاحبة كبرياء وأدب…. كل ذنبها في هذه الحياة أنها كفيفة… ولكن مسيرتها كلها كانت برهانا على أن الإعاقة ليست عجزا… وأن الإرادة والعلم قادران على كسر كل الحواجز.
حلمها كان دوما أن تصبح قاضية… حلم مشروع وعادل…. وقد قبل طلبها للتقدم لامتحان المعهد القضائي… دون أن يعرفوا انها كفيفة… فقبول الطلب يعتمد على المؤهلات… لكن حين وصلت يوم الامتحان…. لم يسمح لها التقدم للامتحان… وتم إخبارها بأدب أنها كفيفة ولا يلائمها القضاء…. وأن هنالك تعليمات بذلك الخصوص…. وقد نسي أبو العتاهية حين قال: "وكم من كفيف بصير الفؤاد… وكم من فؤاد كفيف البصر"… لا بل تم نسيان الاتفاقيات الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة الذين لا تجيز التمييز ضدهم وقانون حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة الذي لا يجيز استبعاد الاشخاص ذوي الإعاقة عن العمل بسبب إعاقتهم. كان هنالك بعض الدول التي تفرض شرط اللياقة الصحية كشرط للعمل القضائي ولكن هذا الشروط تم الغاؤها في اكثر دول العالم وبقي القليل القليل من الدول تتبع ذلك دون وجه قانوني.. ومنها للأسف الاردن. أيعقل أن يحرم عقل بهذا النور، وعلم بهذا العمق من أبسط حقوقه بسبب نظرة تمييزية؟أيعقل أن نخالف قوانيننا واتفاقياتنا الدولية التي ترفض التمييز ضد ذوي الإعاقة… ونسمح بأن تظلم إنسانة لم تعرف في حياتها إلا الجد والاجتهاد والعطاء؟إن قضية تقى ليست قضية شخص بعينه…. إنها قضية عدالة وكرامة وحق…. قضية مجتمع يمتحن في إنسانيته قبل أن يمتحن في قوانينه. وإننا على ثقة بأن السلطة القضائية في أردننا الغالي… حامية الحق والعدالة والإنصاف لن ترضى بأن تكون عكس ذلك… وبأنها ستنصف تقى وتلغي أي تعليمات تخالف القانون والإنسانية.زيد العتوم يكتب عن تقى المجالي: أيعقل أن يحرم عقل بهذا النور
مدار الساعة ـ
