مدار الساعة - كتبت المعلمة أسما السرحان -
الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَ العِلْمَ نُوراً يُضيءُ القُلوبَ، وَالمُعَلِّمَ شُعلةً تُنيرُ الدُّروبَ، وَأَشهَدُ أَنَّ الرِّسالَةَ التَّربَوِيَّةَ مِن أَعظَمِ الرَّسالاتِ وَأَشْرَفِها.أُخاطِبُكُم اليَومَ، وَأَنا أَحْمِلُ فِي صَوتي وَجَدانَ مُعَلِّمَةٍ، وَفِي قَلبي مَحبَّةَ زَميلَةٍ، وَفِي نَظَراتي شُكرَ طالِبَةٍ كَبُرَت وَوَجَدَت نَفْسَها اليَومَ بَينَ صُفوفِكُم، تُقَدِّمُ كَلِماتِ الوَفاءِ وَالعِرفان.أَيُّها المُعَلِّمونَ وَالمُعَلِّماتُ الأَفاضِل، أَنتُم مَن صَنَعتُم الأَملَ فِي قُلُوبِ الطُّلّاب، أَنتُم مَن رَسَمْتُم مَعالِمَ الحَياةِ بِأَقلامِكُم، وَكَنَستُم الغُبارَ عَن طُرُقِهِم لِيَسيروا نَحْوَ المُستَقبَلِ وَاثِقينَ مُزْدَهِرين. أَنْتُم الشَّمْسُ الَّتي لا تَغيب، وَالغَيثُ الَّذي لا يَنقَطِع، وَالبُذورُ الَّتي تُنْبِتُ أُجْيالاً تَحمِلُ الرِّسالَةَ وَتَسيرُ بِها نَحوَ الأَفْقِ البَعيد.وَزُمَلائي الأَعِزّاء، إِنَّنِي أَرى فِي كُلِّ واحِدٍ مِنكُم قِصَّةَ جُهدٍ وَعَطاءٍ، وَشُعاعَ أَمَلٍ يَتَدفَّقُ فِي قُلوبِ طُلّابِنا. نَحنُ مَعاً كَالأَنهارِ الَّتي تَجتَمِعُ فَتُشكِّلُ بَحراً زاخِراً بِالعِلمِ وَالأَخلاقِ.وَأُوجِّهُ كَلِمَةَ شُكرٍ وَامْتِنانٍ لِأُولِياءِ الأُمورِ الأَفاضِل، شُرَكاءَنا فِي البِناءِ وَالدَّعْمِ وَالمُسَانَدَة، أَنْتُم مَنْ وَقَفوا مَعَنا فِي رِحلَةِ التَّعليمِ يَدًا بِيَد، فَصَارَ الطّالبُ ثَمَرَةَ جُهودٍ مُتَكامِلَةٍ تُزْهِرُ بِالوَعْي وَالمَحَبَّةِ.وَفِي هَذا اليَومِ العَظيم، يَومِ المُعَلِّم، نَقِفُ وَنَحنُ نَحمِلُ قَلوباً مَليئَةً بِالعِرفانِ وَالامْتِنانِ، نُجَدِّدُ الوَفاءَ لِرِسالَتِنا السّامِيَة، وَنَعِدُ أَن نَظلَّ مَصابيحَ لا تَخبو، وَنُجوماً لا تَغيب، وَغُرُوباً لا تَنْطَفِئُ فِي سَماءِ العِلمِ وَالتَّربيةِ.كُلُّ عامٍ وَأَنتُم شُعلةُ العَطاءِ وَرَمزُ البَذْلِ، كُلُّ عامٍ وَأَنتُم صُوَرُ الوَفاءِ وَعُنوانُ الحَياةِ
    










