أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العزة تكتب: حين صار الراتب مقياسًا للحب

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبت الناشطة الشبابية الاجتماعية سديل العزة -

في زمن تغيرت فيه المعايير لم تعد بعض القلوب تبحث عن التفاهم بل عن “دخل شهري ثابت”!!

ولم تعد بعض العلاقات تُبنى على المودة والرحمة بل على سؤال بسيط ظاهره عادي لكنه موجع في معناه:

“هي بتشتغل؟”

نعيش اليوم في مجتمع بدأ يربط قيمة المرأة بما تملكه لا بما تكونه

امرأة عاملة؟ إذن قادرة!

امرأة غير عاملة؟ إذن عبء

وتُنسى الحقيقة الأعمق: أن المرأة خُلقت لتُكرم لا لتُحاسَب على دخلها أو تختزل في راتبها

الله سبحانه قال:

“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”

ولم يقل “بِعملهم” أو “برواتبهم”، بل بإنسانيتهم.

والكرامة لا تُقاس بالمال بل بالنية بالعطاء بالمسؤولية

لكن المؤلم أن بعض الشباب اليوم بلا طموح ولا سعي يبحث عن امرأة تُعيله لا تُكمله عن راتب يخفف الحمل لا عن روح تسانده ، فتتحول العلاقة من مشاركة إلى معادلة حسابية يُقسَم فيها الحب على عدد الفواتير!!!

وهنا يفقد الزواج معناه الحقيقي، لأنه لم يُبنَ على الوعي، بل على الحاجة

وفي الجهة الأخرى، لا تزال هناك عقول ترى أن عمل المرأة خروج عن “المثالية” التي رُسمت لها.

كأن النجاح خارج البيت خيانة، والطموح تهمة، والاجتهاد تقصير

بينما الحقيقة أن العمل لا يُنقص من أنوثة المرأة، ولا يسرق منها دورها كأم أو زوجة، إن كانت تعرف التوازن، وتعمل بنية العطاء لا التفاخر.

الوعي هو ما نحتاجه قبل أي شيء.

وعي بأن عمل المرأة ليس تهديدًا لأحد، ولا خلاصًا لأحد، بل خيار إنساني مشروع وعي بأن الزواج ليس صفقة، بل حياة تقوم على الاحترام والمشاركة وعي بأن الرجولة ليست بما تملكه المرأة، بل بما يقدمه الرجل من سند ومسؤولية وحب

المرأة لا تُقاس بوظيفتها، والرجل لا يُختصر بقدرته المادية النجاح الحقيقي حين يفهم كل طرف دوره، ويدرك أن الكرامة لا تُستعار من أحد، وأن العطاء لا يُفرض، بل يُمنح

في النهاية، ليس العيب أن تعمل المرأة، ولا أن تختار بيتها،

العيب أن يفقد المجتمع وعيه، ويقيس القيمة بما في الجيب لا بما في القلب.


مدار الساعة ـ