هل يمكن لعاقل أن يهاجم الأردن لأنه وقف مع غزة؟
هل وصل بهم الحال أن يُنتقد من أرسل الدواء والغذاء، ويصفَّق لمن لم يُرسل حتى بيان استنكار؟منذ اليوم الأول للعدوان، الأردن لم يتحدث، بل تحرّك.لم يكتفِ بالتصريحات ولا بالهاشتاغات،بل أطلق طائراته نحو غزة.بل أكثر من ذلك، الملك عبدالله الثاني بنفسه، القائد الإنسان، نزل إلى الميدان، وأشرف بيديه على إنزال المساعدات.أيُّ زعيمٍ فعلها؟من منهم اقترب من حدود غزة؟من منهم تحمّل المسؤولية؟لكننا نعيش زمنًا عجيبًا،زمنًا يُهاجم فيه الفعل، ويُكافأ فيه الكلام.زمنًا يخرج فيه بعض المناضلين الورقيين من جحورهم ليهاجموا الأردن.أحزاب، ومنظمات، وأصوات نشاز في الداخل والخارج، تعيش على المزايدات، وتقتات على التشكيك، تلمّح، وتهمز، وتدّعي البطولة من خلف القنوات الفضائية.أسألهم: أين كنتم حين كانت طائراتنا تُحلّق؟أين كنتم حين نزل الملك بنفسه ليوصل المساعدات؟هل كنتم في الخنادق؟ لا، كنتم على القنوات الفضائية تتنافسون في البلاغة وتفشلون في المروءة.ألم يُعلّمكم التاريخ من هو الأردن؟من الذي احتضن اللاجئين؟من الذي قدّم الشهداء في الكرامة واللطرون؟قالها الحسين رحمه الله يومًا: "كرامة الإنسان على أرض الأردن أغلى من أي اتفاق"، حين وضع اتفاقية السلام في كفّة، وحياة مواطن أنكر الجميل في كفّة أخرى.الأردن لا يُصرّح للإعلام، لأنه مشغول بالفعل،ولا يزايد، لأنه صادق مع نفسه،ولا يطلب منكم شهادة بالعروبة،لأنه ببساطة، تاريخه أنبل من مواقفكم، وأنقى من شعاراتكم، وأصدق من صراخكم.فاسمعوها بوضوح:من أراد أن يزايد على الأردن، فليقدّم أولًا ما قدّمه الأردن، وليرسل طائرة، أو طبيبًا، أو حتى كلمة صادقة.أما الذين يهاجمون من بعيد، فهم كصدى الصوت الذي يعلو لحظة، ثم يختفي حين تبدأ الأفعال.سيبقى الأردن كما كان دائمًا، صوتَ الفعل في زمن الادعاء، وضميرَ الأمة الذي يُنقذ الإنسان، ويُعلِّم الآخرين معنى الكرامة.مساعدة يكتب: الأردن لا ينتظر منكم شكرًا
مدار الساعة ـ