أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

'إيمان الحنيطي'.. شعلة القيادة التي تُشعل فوانيس الإبداع في محراب الثقافة

مدار الساعة,مناسبات أردنية,مركز زها الثقافي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم: خميس خليفة اللوزي -

في عُمق مركز زها الثقافي، حيث يتناغم صدى الفن مع أرجوحة الخيال، لا تتجلى شخصية فحسب، بل تتوهج أيقونة تكسر رتابة الجدران وتُحول النوافذ إلى مرايا تعكس المستقبل، إنها الأستاذة إيمان الحنيطي. مهندسة الروح التي تضخ النبض في شرايين المكان، والنَسيم العَبِق الذي يملأ الأروقة برائحة الإلهام، والقِنديل المُعلق الذي يرسم بالفِكر مسارات الإبداع المُضيئة في حدق كل عين عابرة. تحت قيادتها التي تُشبه عزف المايسترو على أوتار الشغف، تحول المركز من كِيان صامت إلى كائن حيّ يرقص مع كل فكرة ويُرتل لحن النجاح لكل مشروع يولد. الورش الفنية التي تُبحر بها ليست مجرد دروس، بل هي رحلات صوفية إلى عوالم الإمكان حيث يتعلم المشاركون فن صهر أفكارهم الجامدة في بوتقة الشغف ليُعيدوا صياغتها كـ لوحات تنبض بدم الحياة. وتغدو المعارض التي يحتضنها المركز "أروقة الوجدان"، لتتحول كل قطعة فنية إلى "شِعر مرئيّ" يتحدث بلسان الحلم والخيال، شاهداً على عظمة الإبداع المنبثق من رؤية لا تنام وعقل لا يرضى إلا بأقصى المدى. إن إنجازات إيمان الحنيطي تُعد جَدْولاً لا ينضب يروي حكايات النجاح؛ فهي تُجسد اللقاء الساحر بين صرامة الدقة الإدارية ولهيب الشغف الفني، وبين التخطيط المُحكم كأضلاع الهندسة والقدرة على إشعال جذوة الإلهام في صحراء الروتين. كل فعالية تُنظمها تتحول إلى نَجْم ساطع في سماء الثقافة، وكل تحدٍ يواجهها يُرد بـ حكمة العارفين وخبرة نادرة. لكن السحر الحقيقي يكمن في قِبلة قلبها المُشرق، وروحها التي تُدرك أن الثقافة ليست نشاطاً مُعلباً، بل هي النسيج الكوني للحياة الكاملة. كل من يقترب منها يشعر بـ دِفء الشمس في صقيع التردد، وكأن المكان كله يُرسل إليه همسة خفية "هنا، على هذه الأرض الطيبة، تُصنع المعجزات وتنطلق الأحلام المُجنّحة". وبالرغم من كل قمم النجاح التي اعتلتها، فإن الأفق أمامها أوسع من أي رقعة مرسومة، والسماء أمام طموحها أعلى من أي إنجاز مُحقق. فمركز زها، بفضل الروح المِغوارة لإيمان الحنيطي، يستحق أن يغدو منارة عالمية يُستضاء بها، حاضناً للمواهب يُطلقها في فضاءات لا تُقيدها إلا عنان السماء. وأمام هذا الفيض المتدفق من العطاء والرؤية، لا يمكن إلا أن نُعلن بـ صوت الرعد المدوي أن الأستاذة إيمان الحنيطي تستحق أن تُنصب في أعلى مَقام بين من حفروا أسماءهم في سجلات التاريخ الثقافي، وأن تكون سُلافة النور التي تُضيء الدرب لكل سالك يبحث عن الجمال، الفن، والإبداع بلا حدود.


مدار الساعة ـ