مدار الساعة -بينما تتسارع وتيرة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، يكشف تقرير «آفاق الطاقة الجديدة 2025» الصادر عن بلومبرغ (ني إي إف) عن حقيقة مهمة ومفاجئة لصناع القرار وشركات الطاقة بأن الطلب على النفط لا يزال يتمتع بـ«مرونة قوية» في القطاعات غير المرتبطة بالنقل البري، مع توقعات بنمو قوي ومستدام لقطاع البتروكيماويات حتى منتصف القرن.
تنافسية الطاقة المتجددةيشير التقرير، الذي يحدد المسار المستقبلي لانتقال الطاقة في ظل اعتبارات اقتصادية وسياسية متغيرة، إلى أن القفزة الكبيرة في مبيعات السيارات الكهربائية وتنافسية الطاقة المتجددة ستؤدي إلى ذروة في إجمالي الطلب على النفط، لكن هذه الذروة ستتبعها فترة «هضبة طويلة» بدلاً من الانهيار السريع.في الوقت الذي يتوقع فيه سيناريو التحول الاقتصادي في التقرير تراجع استهلاك النفط في قطاع النقل البري بشكل حاد، يظل الطلب على النفط خارج هذا القطاع مرناً، مدعوماً بقطاع البتروكيماويات، حيث يعتبر هذا القطاع هو «حصان الرهان» الجديد للنفط، حيث تستخدم المواد البتروكيماوية بوصفها مكونات أساسية لإنتاج البلاستيك، الأسمدة، ومواد البناء الحديثة.نمو حتى 2050من المتوقع أن يشهد الطلب على النفط لأغراض البتروكيماويات نمواً قوياً ومستمراً، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي والتصنيع في الاقتصادات الناشئة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، هذا النمو يصعب تعويضه بالبدائل النظيفة في المدى القريب، ما يضمن تدفقاً مستقراً للطلب على الخام.على الرغم من الجهود المبذولة لتبني الوقود المستدام للطيران والهيدروجين الأخضر، إلا أن حلول إزالة الكربون الكاملة في قطاعي الطيران والشحن البحري ما تزال معقدة ومكلفة تكنولوجياً. لهذا يتوقع التقرير أن يواصل هذان القطاعان الاعتماد بشكل كبير على الوقود النفطي التقليدي لعقود قادمة، ما يسهم في صلابة الطلب غير المرتبط بالمركبات على الطرق.التراجع التدريجييشير التقرير إلى أن إجمالي الطلب على النفط، في سيناريو التحول الاقتصادي، قد يصل إلى ذروته عند حوالي 104 ملايين برميل يومياً، لكنه سيتراجع تدريجياً ليصل إلى نحو 88 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050.هذا التراجع، رغم أهميته في سياق مكافحة تغير المناخ، إلا أنه يقل بكثير عن مستويات التراجع المطلوبة للوصول إلى سيناريوهات «صافي الصفر» العالمية، التي تتطلب انخفاضاً حاداً في الطلب.مصادر الطاقة الأخرىالتقرير، الذي يُعتبر خارطة طريق شاملة للتحول، يسلط الضوء على نقاط تحول أخرى مثلالغاز الطبيعي وهو الوقود الأحفوري الوحيد الذي يتوقع له التقرير نمواً طويل الأجل، بزيادة قد تصل إلى 25% بين عامي 2024 و2050، مدفوعاً بكونه وقوداً انتقالياً مرناً يملأ الفجوة التي يتركها الفحم، بالإضافة إلى ارتفاع غير متوقع في الطلب على الكهرباء، خاصة لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، كما تتوقع أن تسيطر مصادر الطاقة المتجددة على 67% من مزيج توليد الكهرباء العالمي بحلول 2050، ارتفاعاً من 33% في 2024، ما يؤكد أن الاستثمار يركز بشكل متزايد على البدائل النظيفة.البتروكيماويات تنقذ النفط من السيارات الكهربائية
مدار الساعة ـ











