أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

'الطب الفضائي' يفتح مسارات جديدة لمواجهة تحديات المريخ

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -مع تحول أحلام السفر إلى المريخ إلى مشاريع ملموسة، يواجه العلماء أكبر تحدٍ إنساني على الإطلاق، وهو حماية جسم الإنسان من بيئة الفضاء القاسية. لم يعد طب الفضاء مجرد رعاية أولية، بل أصبح تخصصاً جديداً، يسابق الزمن لدراسة التغيرات الجذرية التي تحدث لرواد الفضاء، ما دفع الجامعات والمراكز البحثية العالمية لإطلاق برامج متقدمة، تهدف إلى تسليح البشر بالحصانة الطبية اللازمة لغزو الكواكب. بحسب وكالة الفضاء الأوروبية وناسا.

التحديات الكونية

لطالما تطور جسم الإنسان ليعمل في ظل جاذبية الأرض وغلافها الجوي الواقي. وبمجرد الخروج من هذه البيئة، تبدأ التحولات الدرامية، منها ضمور العظام والعضلات في بيئة الجاذبية الصغرى، حيث يفقد رائد الفضاء ما يصل إلى 20 % من كتلته العضلية خلال مهمة قصيرة. تصبح العظام أضعف لغياب «الشد» المعتاد. ورغم أن الجسم يتعافى غالباً بعد 90 يوماً من العودة للأرض، لكنّ رحلة المريخ تستغرق أشهراً طويلة، ما يهدد بإعاقة الرواد عن أداء مهامهم بمجرد وصولهم.

يعتبر الإشعاع الكوني الخطر الأكبر والأكثر فتكاً. في أعماق الفضاء، حيث يتعرض رواد الفضاء لمستويات عالية من الإشعاعات الكونية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية. وقد كشفت قياسات مسبار «كيوريوسيتي»، أن الجرعة الإشعاعية لرحلة ذهاب وعودة إلى المريخ، قد تتجاوز الحد الأقصى الآمن لوكالات الفضاء.

فضلاً عن مشاكل فقر الدم الفضائي، وتأثيرات سلبية في جهاز المناعة، ومشكلات في البصر (بسبب تحول سوائل الجسم إلى الأعلى)، والآثار النفسية للعزلة وانعدام الاتصال اللحظي مع الأرض.

برامج جديدة

في مواجهة هذه التحديات، تطلق المؤسسات حول العالم برامج ودورات متخصصة، تؤكد على الانتقال من «جراحة الطيران» التقليدية، إلى «الطب الفضائي» القائم على البحث المتقدم، حيث دخلت دول المنطقة العربية بقوة هذا المجال. ففي الإمارات، أطلقت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، برنامجاً لتدريب رواد الفضاء على زراعة الخلايا الجذعية في الفضاء، وإجراء أبحاث متقدمة حول صحة الإنسان. وفي السعودية، تُجرى أبحاث رائدة لتحليل ميكروبيوم العين في الفضاء، لفهم تأثير الجاذبية الصغرى في صحة البصر.

فيما طور خبراء من الجامعة الوطنية الأسترالية، نماذج رياضية لتقييم مدى قدرة رواد الفضاء على أداء مهامهم، بعد أشهر من التعرض للجاذبية الصغرى والإشعاع. والأبحاث تتجه نحو تطوير روبوتات جراحية مصغرة، قادرة على إجراء تدخلات بسيطة داخل المركبة الفضائية، ما يعوض غياب الجراحين المتخصصين في الرحلات الطويلة، ويقلل خطر العدوى في بيئة الفضاء المعقدة. ولا يقتصر الهدف على حماية رواد الفضاء، بل يهدف باحثون من مؤسسات عريقة، مثل مايو كلينك، إلى استغلال ظروف الفضاء الفريدة، لتطوير علاجات لأمراض مستعصية على الأرض، مثل السرطان.


مدار الساعة ـ