أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

'ناسا'.. مشاكل كبيرة وحلم القمر يبدو بعيداً

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات,وزير النقل,وزارة النقل
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه التفوق على الصين في الوصول إلى القمر، ثم إلى المريخ، لكن إذا كان هناك في بكين من هو قلق حقاً بشأن تقدم أمريكا في هذا السباق، فقد تطمئنه أحداث الأيام الأخيرة كثيراً.

قد يبدو الخلاف العلني بين إيلون ماسك، الذي تُعدّ شركته «سبيس إكس» أهم متعاقد مع «ناسا»، وشون دافي، وزير النقل الأمريكي والقائم بأعمال رئيس وكالة الفضاء، وكأنه صراع غرور. لكنه في الواقع مجرد العرض الأحدث للفوضى التي تكتنف ناسا وطموحاتها.

وعلى مدار الأشهر التسعة الماضية، واصلت وكالة الفضاء الأمريكية العمل بدون قائد دائم. وقد كافحت الوكالة للتعامل مع آلاف المغادرين الذين أجبرتهم «وزارة الكفاءة الحكومية» التي أنشأها ماسك، وللتعامل كذلك مع اقتراح تخفيضات كبيرة في ميزانيتها العلمية، والمستقبل غير المؤكد للعديد من البرامج التي تعتمد عليها الشراكات الدولية.

والآن، يبدو أنها أصبحت محور صراع على السلطة حول قيادتها، ومكانتها كوكالة مستقلة. وبدأ الأمر الاثنين الماضي مع إعلان دافي أن «سبيس إكس» متأخرة في عقدها لتعديل صاروخها «ستارشيب» ليتحول إلى مركبة هبوط قمرية قادرة على نقل رواد فضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2027.

وفي معرض حديثه عن موضوع عزيز على قلب ترامب، أصر دافي على أن الطريقة الوحيدة للتغلب على الصينيين - الذين يهدفون إلى إرسال رواد فضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2030 - هي إعادة فتح عقد سبيس إكس ودعوة مقدمي عروض جدد.

وكان رد ماسك سريعاً، نشر على منصة «إكس»: «إن سبيس إكس تتحرك بسرعة البرق مقارنة ببقية صناعة الفضاء. وستتولى ستارشيب في النهاية مهمة القمر بأكملها. تذكروا كلماتي».

لكن عندما ظهرت تقارير تفيد بأن دافي قد اقترح دمج ناسا في وزارة النقل، انفجر ماسك غضبًا، بدا اقتراح دافي وكأنه استيلاء صريح على السلطة .

وجاء في الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات بعودة جاريد إسحاقمان، الملياردير الذي سافر مرتين على متن صواريخ ماسك، إلى دائرة المنافسة على قيادة ناسا بعد سحب ترشيحه فجأةً في مايو، ففي المرة الأخيرة التي انقلب فيها ماسك على الإدارة، كان إسحاقمان أحد الضحايا.

وبينما كان الصراع على قيادة أكبر عملائه محل نزاع، انقلب ماسك إلى الأمور الشخصية. ونشر: لا يمكن أن يكون الشخص المسؤول عن برنامج الفضاء الأمريكي ذا معدل ذكاء «منخفض» من خانتين«.

ودعا مؤسس سبيس إكس الوزير بـ»شون دمي«، وطلب من متابعيه المشاركة في استطلاع رأي أشار فيه إلى سجل دافي كبطل في قطع الأشجار. وتساءل ماسك:»هل ينبغي لشخصٍ تُعدّ تسلق الأشجار أكبر مصدر للشهرة أن يُدير برنامج الفضاء الأمريكي؟

قد يبدو كل هذا مسلياً، لكنه طفولي في واقع الأمر. كما أن هذا الخلاف لا يُسهم في حل الأزمة الأعمق حول توجه ناسا ومصداقيتها.

وفي حين أن دافي قد يكون محقاً في أن ستارشيب متأخرة عن الجدول الزمني، إلا أنه فشل في ذكر أن برنامج أرتميس بأكمله - مهمة ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر - متأخر هو الآخر، ليس فقط بسبب التأخير في برنامج الهبوط بمركبة سبيس إكس على القمر، فقد أشار مراسل الفضاء المخضرم إريك بيرغر من «آرس تكنيكا» إلى أن المعدات الحيوية مثل بدلات الفضاء القمرية لن تكون جاهزة في الوقت المناسب، ولن يكون هناك جدوى من إنزال البشر إذا لم يتمكنوا من المشي على سطح القمر.

لكن ماذا عن تاريخ ناسا الذي يستهدف عام 2027؟ قال جريج أوتري، مرشح الإدارة لمنصب المدير المالي لناسا، في مقابلة مع بودكاست تيك تونيك ميشن تو مارس على فاينانشال تايمز الشهر الماضي: «لا أحد تقريباً يؤمن بهذا التاريخ».

إن جزءاً مهماً من المشكلة هو أن «ناسا» قد اتخذت طريقاً أكثر تعقيداً بكثير لإرسال رواد الفضاء إلى القمر، حيث جمعت بين هبوط مركبة ستارشيب التابعة لسبيس إكس ونظام الإطلاق الفضائي الخاص بالوكالة الذي تجاوز الميزانية وتأخر كثيراً.

وبينما يتعثر البرنامج الأمريكي من تأخير إلى آخر، لا تزال الصين ثابتة في الحديث عن هدفها لعام 2030.

وقال جريج أوتري الشهر الماضي: «هذا سباقٌ محتدم. الحل الصيني أبسط بكثير. صحيح أنه أقل كفاءةً من نواحٍ كثيرة من خططنا الأولية لكنه عمليٌّ للغاية».

في غضون ذلك، ترك الإغلاق الحكومي والمقترحات الجذرية للميزانية ناسا تائهةً ومُحبطة. وقال كيث كوينج، وهو عالم سابق في ناسا يدير حالياً موقع ناسا ووتش الإخباري:

«لقد رأيت الكثير من الأعاصير، وشاهدت تحطم مكوك فضائي. لكن لم أرَ قط الوكالة بأكملها - من أعلى إلى أسفل - في حالة ذعر كما هي الآن. إنهم لا يعرفون ما سيحدث».

على خلفية كل هذه الاضطرابات، من الصعب أن نرى كيف سيحقق ترامب طموحه بغرس النجوم والأشرطة التي يحملها العلم الأمريكي على القمر قبل أن ترفع الصين علمها الأحمر ذي النجوم الخمس، فبدون قيادة واضحة، لا يمكن أن تكون هناك خطة. وبدون خطة، لا يمكن أن تكون هناك مهمة.


مدار الساعة ـ