أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الرحيمي يكتب: خطاب العرش السامي… من لسان الأب إلى قلب الأبناء

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,مقالات,مناسبات أردنية,الملك عبدالله الثاني,ولي العهد,الحسين بن عبدالله الثاني,الضفة الغربية,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب الوزير والعين والنائب السابق مفلح الرحيمي - هذا العام،لم يكن خطاب العرش ككل عام.

كان مختلفًا في نبرته، صادقًا في لغته، ومباشرًا في رسائله.

خطاب خرج من قاعة البرلمان ليصل إلى قلوب الأردنيين قبل أن يصل إلى أسماعهم، من لسان الأب إلى قلب الأبناء.

الملك عبدالله الثاني تحدث لا بصفته ملكًا فقط، بل أبًا يعرف تمامًا هموم شعبه وآماله.

قدّم ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، كأول جندي بين الشباب، لا كوريث للعرش، بل كرمز لجيلٍ يؤمن بالعمل، لا بالكلام، وبالخدمة، لا بالمظاهر.

ثم جاء التوجيه الواضح: الإصلاح السياسي والاقتصادي يجب أن يستمر… الآن، لا لاحقًا.

في لحظة صريحة، قالها الملك كما لم يقلها أحد من قبل:

“يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئًا، وفي ظهره أردني.”

عبارة تختصر كل معاني الثقة والعزم، وتؤكد أن الحصن الحقيقي لهذا الوطن هو الأردني نفسه، حامي الحمى وسند الدولة في كل ظرف.

ولأن الوقت لا ينتظر، جاء التحذير الملكي الواضح:

“لا نملك رفاهية الوقت.”

كلمات تحمل معنى العمل الفوري، والانتقال من الأقوال إلى الأفعال. فالتحديات كثيرة، لكن الأردنيين اعتادوا أن يصنعوا من الصعاب فرصًا، ومن الأزمات إنجازًا.

وفي لمسة وفاء وعمق، استحضر جلالته “مصنع الحسين” مدرسة الرجولة والكرامة التي خرّجت رجالًا آمنوا أن خدمة الوطن شرف لا يضاهى.

من الحسين إلى عبدالله، ومن عبدالله إلى الحسين، مسيرة متواصلة لا تعرف التوقف، عنوانها الإخلاص والوفاء للأردن.

ولم ينسَ الملك أن يحيّي الدرع المهيب الجيش العربي والأجهزة الأمنية أولئك الذين يشكّلون سياج الوطن وفخره. وأكد أن الأردن ولادّة للأحرار، وأن العزيمة الأردنية لا تنكسر مهما كانت الظروف.

أما ما جعلني اكثر ايمانا بان الملك هو القائد وأكثر العبارات صدقًا وتأثيرًا فيني، فكانت حين قال:

“ابني الحسين أول جندي لهذا الوطن.”

ليؤكد أن القيادة في الأردن ليست امتيازًا، بل تكليف، وأن الخدمة تبدأ من القمة، لا تنتهي عندها.

وفي ختام الخطاب، ثبت جلالته البوصلة على الثوابت:

الوصاية الهاشمية على القدس ثابتة، ودور الأردن في الدفاع عن الضفة الغربية وفلسطين ماضٍ لا يتغير.

رسائل لا تحمل فقط موقفًا سياسيًا، بل وجدانًا وضميرًا عربيًا لا يتبدل.

كان الخطاب أكثر من كلمات رسمية… كان نبض وطن.

رسالة طمأنينة وثقة، لكنها أيضًا نداء للعمل والمسؤولية.

خطابٌ يذكّر الأردنيين أن وطنهم في أيدٍ أمينة، وأن الراية التي رفعها الحسين، يحملها اليوم عبدالله، ويتهيأ لحملها الحسين، في مسيرة لا تعرف إلا الإقدام والوفاء.

حفظ الله الأردن، قيادةً وشعبًا، وطنًا ثابتًا على العهد، ماضيًا بثقة نحو المستقبل.


مدار الساعة ـ