مدار الساعة -يسدل اليوم العالمي للمدن (31 أكتوبر) الستار حاملاً معه دعوة صريحة وملزمة لقادة الحكومات حول العالم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: حولوا مدنكم إلى كيانات «تركز على الإنسان». لم يعد بناء المدينة الذكية مقتصراً على وضع أجهزة استشعار لامعة أو شبكات معقدة، بل أصبح اختباراً لسرعة الاستجابة لاحتياجات المواطن.
وقد سلط ألكسندر تيخونوف، مدير إقليمي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، الضوء على هذا التحول الجذري في الرؤية، محذراً من فخ التكنولوجيا البراقة. بهذه الكلمات، اختصر تيخونوف الفلسفة الجديدة للحوكمة الذكية. وشدد على أن جوهر التحدي ليس في جمع البيانات، بل في استخدامها لخلق تجربة يومية لا تقل سرعة وشفافية عن أفضل التجارب الرقمية الخاصة.وأضاف تيخونوف: «لا تنجح المدن لأنها تعتمد على «تكنولوجيا متقدمة»، بل لأنها عادلة ومتجاوبة وسهلة العيش».بيانات موثوقةفي مدن منطقة الشرق الأوسط سريعة النمو، حيث تتزايد توقعات المواطنين بشكل هائل، تظهر تحليلات SAS أن ربط الجهات الحكومية لبياناتها وإدخال القرارات الذكية في عملياتها يسرع من معالجة الحالات، ويبقي موظفي الخطوط الأمامية مسيطرين، ما يحسن جودة الخدمات المقدمة للسكان.ووفقاً لإرشادات قادة المدن الذكية، يتم تحقيق هذه المكاسب من خلال التعامل مع التكنولوجيا كـ «وسيلة» فقط، بحيث تظل إمكانية الوصول والكرامة والرفاهية هي الجوهر الحقيقي لكل مشروع تحول رقمي.كما أشار التقرير إلى الدور الحيوي لـ إنترنت الأشياء والتحليلات المتقدمة في معالجة المشكلات اليومية الأكثر إرهاقاً، مثل إدارة الازدحام وجودة الهواء وصيانة المرافق، خصوصاً في ظل قيود الميزانيات ونقص المهارات.مستقبل الثقةالمدن الذكية حقاً هي تلك التي تتوقع احتياجات سكانها. وتستخدم الحكومات اليوم التحليلات التنبؤية لتحديد أولويات الموارد والاستجابة السريعة - بدءاً من تخطيط البنية التحتية وصولاً إلى عمليات الطوارئ.شدد تيخونوف على ضرورة البدء بالتركيز على «رحلة المقيم» والقرار الذي يراد تحسينه، مثل موافقات التصاريح أو فرز المرضى في العيادات أو مسارات جمع النفايات. وقال: «عندما يؤطر القادة المشاريع بهذه الطريقة، يمكنهم نشر مقاييس تهم المواطنين، مثل أوقات التنفيذ، والشكاوى، وتوافر الخدمة، وعرض التقدم أسبوعياً».سيطرة أم مشاركة؟ المدن الذكية: صراع المستقبل بين التكنولوجيا والسلطة!
مدار الساعة ـ











