مدار الساعة -في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جرأة في تاريخ الشركة، دفعت شركة سبيس إكس الأمريكية مركبتها الفضائية إلى حدود غير مسبوقة خلال رحلة اختبارية نُفذت في 13 أكتوبر الماضي، بهدف دفع النظام إلى "الفشل المدروس" واكتساب بيانات حقيقية حول أقصى ما يمكن تحمله من حرارة وضغط أثناء إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي للأرض.
وخلال هذه التجربة، قامت سبيس إكس بإزالة آلاف البلاطات الحرارية عن قصد، تاركةً أجزاءً من الهيكل الفولاذي المكشوف في مواجهة درجات حرارة تجاوزت 1,400 درجة مئوية، وفقا لـ ديلي جالكسي.الهدف كان اختبار الحد الأقصى لقدرة الدرع الحراري على الصمود، في نهج سريالي وضعه مهندسون ضمن فلسفة "التعلم عبر الفشل".وقالت الشركة في تقريرها الرسمي إن المهمة "حققت جميع أهدافها الرئيسية"، بما في ذلك صعود كامل المدى، ومحاكاة هبوط ناجح للمعزز، وإطلاق حمولة تجريبية من أقمار ستارلينك، إضافةً إلى إعادة تشغيل محركات رابتور في الفضاء.وخلال إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، نفذت مناورة ديناميكية فرضت على المركبة مواجهة الاحتكاك الحراري بأقصى درجة، قبل أن تختتم الرحلة بمناورة "القلاب" الشهيرة، والهبوط المتحكم به في المحيط الهندي، محاكاةً لمسارات الهبوط المستقبلية على اليابسة.في موازاة ذلك، خضع المعزز الضخم إلى اختبار أساسي ضمن التجربة ذاتها. فقد طبقت سبيس إكس للمرة الأولى خوارزمية هبوط جديدة تعتمد تشغيل المحركات على ثلاث مراحل (13 ثم 5 ثم 3 محركات)، ما يمنح هامش مناورة أكبر في حال توقف أحد المحركات أثناء الهبوط، وقد نجح المعزز في تنفيذ تسلسل الهبوط بدقة، بما في ذلك لحظة التحويم قبل ملامسة المياه.كما تمكنت الطبقة العليا الوصول إلى مدارها المستهدف ونشر ثمانية نماذج معدلة من أقمار ستارلينك، إضافة إلى تسجيل ثالث إعادة تشغيل ناجحة لمحرك رابتور في الفضاء، وهي قدرة تُعدّ أساسية لمهام مثل الالتقاء المداري أو الهبوط القمري.هذا الاختبار يُغلق رسمياً مرحلة تطوير الجيل الثاني، لتتجه سبيس إكس الآن إلى الجيل القادم ، الذي يتميز بحجم أكبر وسعة وقود أعلى ودعم للتزود بالوقود في المدار، التقنية التي تعتبر حجر الأساس في خطط ناسا لبرنامج Artemis لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر.ومن المتوقع أن تنطلق الرحلة الأولى للجيل الجديد في أوائل 2026 من منصة إطلاق جديدة في تكساس، في محاولة لتحقيق أول دخول مداري كامل وإجراء أول تجربة نقل وقود في الفضاء على الإطلاق.العام القادم قد يكون لحظة الحسم، إما إثبات إمكانية إعادة استخدام أكبر صاروخ في التاريخ بشكل كامل… أو اكتشاف حدود الهندسة البشرية.'اختبار لا يقبله العقل': سبيس إكس على بُعد خطوات من اختراق تاريخي.. والعالم يترقب
مدار الساعة ـ











