مدار الساعة -في خطوة تحمل تداعيات كبرى على موازين القوة الجوية في العالم، كشفت الصين عن تقدم كبير في تطوير طائرة نقل إستراتيجية جديدة بقدرات غير مسبوقة، قادرة على حمل 120 طناً من المعدات والطيران لمسافة عابرة للقارات دون التزود بالوقود، في مشروع وصفته تحليلات عسكرية بأنه "التحول الأكبر في قدرات النقل العسكري منذ نهاية الحرب الباردة".
وتستهدف الصين من خلال هذه الطائرة، التي لا تزال في مرحلة التصميم المفاهيمي، تجاوز الطائرة الأمريكية العملاقة، التي تعد أكبر ناقلة عسكرية تعمل ضمن أسطول القوات الجوية الأمريكية، وفقا لديلي جالكسي.وبحسب البيانات المنشورة عبر دراسات وتصورات هندسية صادرة عن مؤسسات بحثية مرتبطة بقطاع الصناعات العسكرية الصينية، فإن الطائرة الجديدة ستعتمد على تصميم ثوري وهو هيكل مدمج يجمع بين جسم الطائرة وجناحيها في سطح واحد يوفر كفاءة أكبر في الرفع وتقليل السحب الهوائي.هذا التصميم، الذي درسَته ناسا وشركات طيران غربية لسنوات دون تطبيق عملي على منصات عسكرية ثقيلة، قد يجعل الصين أول دولة تنجح في نقله من مرحلة الأبحاث النظرية إلى الاستخدام العسكري الفعلي.وبحسب المواصفات الأولية، ستحمل الطائرة الجديدة 120 طناً من الحمولة لمسافة 6500 كيلومتر دون توقف، وهو مدى أطول بكثير من قدرة C-5M الأمريكية التي تصل إلى 4150 كيلومتراً في أفضل الأحوال.كما يبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع 470 طناً، ما يضع الطائرة ضمن فئة أضخم الطائرات العسكرية التي عرفها العالم، إلى جانب الطائرة الأوكرانية الشهيرةوتشير التحليلات إلى أن التصميم يشمل ذيلا على شكل حرف V ومحركات مثبتة أعلى الجناحين، مع أطراف أجنحة طويلة لتقليل الاضطرابات الهوائية.وتصف فرق الهندسة الصينية هذا التهيئة بأنها "تصميم مُحسّن وفق مبدأ باريتو"، أي أنها تجمع بين أفضل التوازنات لتقليل المقاومة وزيادة الكفاءة.وتمنح هذه القدرات الصين، لأول مرة في تاريخها، إمكانية إسقاط قوة عسكرية أو لوجستية في أي بقعة في العالم دون الاعتماد على قواعد أجنبية، وهو عامل يُعد نقطة تفوق حاسمة للولايات المتحدة منذ عقود عبر شبكة قواعدها العالمية.ووفقاً لمصادر أوكرانية، يمكن للطائرة المستقبلية دعم القاعدة الصينية في جيبوتي، وإعادة تموضع القوات في المحيط الهادئ، أو نقل مساعدات إنسانية للدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق".كما أن الطائرة قد تتطور لاحقاً لنسخ متعددة الاستخدامات مثل طائرة تزويد بالوقود جواً أو منصة إنذار مبكر أو قيادة وسيطرة.حتى الآن، لا يوجد نموذج أولي معروض للجمهور، لكن التطوير يجري داخل شركات ومعهد الأبحاث الهوائية الصيني، في مشروع يُتوقع أن يغير قواعد اللعبة في مجال النقل الجوي الإستراتيجي.ومع أن غياب شبكة قواعد خارجية للصين قد يحد في البداية من قدرة تشغيل الطائرة عالمياً، يرى محللون أن تطوير نسخة تجارية مزدوجة الاستخدام قد يمهد لبيعها لاحقاً إلى دول أخرى.الصين، التي استخدمت طائرة Y-20 خلال الجائحة لنقل مساعدات إلى أوروبا، تستعد الآن لمرحلة جديدة من "القوة الجوية العابرة للقارات"، ويبقى السؤال، هل يصبح العملاق الصيني الجديد منافساً مباشراً لأكبر ناقلة طيران عسكرية في العالم؟الصين تكشف وحش الأجواء: طائرة خارقة 'هي الأقوى في التاريخ' تحمل 120 طناً بلا توقف!
مدار الساعة ـ











