مدار الساعة -السؤال:هل يجوز أن أعمل الذنب، وأخطط له، وأسعى له، ولا أحاول منع نفسي عنه بدعوى أني ساستغفر لاحقا الله سبحانه؟ هل ربنا سيغفر هذه الذنوب؟
الإجابــة:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:هذا من الاصرار على الذنب الذي يقول ان ربنا سيغفر له: فإن ما هو فيه من أمارات الخذلان وعلامات الحرمان من الله عز وجل؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، وضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب./يغفلون انه سبحانه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند.
قال معروف: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق. وقال بعض العلماء: من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا. وقيل للحسن: نراك طويل البكاء، فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي. وكان يقول: إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: لأني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل. وسأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد، كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: والله لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف. انتهى. وله تتمة ضافية تحسن مراجعتها في الداء والدواء له -رحمه الله-.











