أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المادة الأغلى في الكون؟ الجرام الواحد بـ 140 مليون دولار.. ما سر المادة الخارقة التي تفوق كل ثروات العالم؟

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -قد تبدو كنوز الأرض محصورة في الذهب والألماس والمعادن النفيسة، لكن العلم يكشف اليوم عن مادة تتجاوز قيمتها كل ما نعرفه عن الثراء. فالجرام الواحد من هذا الجزيء النادر يصل إلى 140 مليون دولار، في رقم يفوق الخيال، ليس بسبب ندرته فحسب بل لما يحمله من قدرات خارقة قد تُحدث نقلة نوعية في مستقبل التكنولوجيا الدقيقة. وراء هذا المسحوق المتناهي الصغر تختبئ ثورة علمية قد تغيّر شكل الاتصالات والملاحة وحتى صناعة المركبات ذاتية القيادة.

ورغم أن مخيلتنا ترتبط تلقائيا بالذهب والألماس حين نتحدث عن المواد الأعلى قيمة، فإن العلم يكشف عن حقيقة مختلفة تماما. فالمادة الأغلى على وجه الأرض ليست معدنا ثمينا ولا جوهرة نادرة، بل جزيء متناهي الصغر يُعرف باسم "الفوليرين الداخلي الهيدرالي"، حيث تُحبس داخل قفص كربوني دقيق ذرة واحدة من النيتروجين، مانحة هذا المركب خصائص فريدة لا تضاهيها أي مادة أخرى معروفة.

هذه المادة النادرة يصل سعر الجرام الواحد منها إلى 140 مليون دولار، ليس بسبب ندرتها في الطبيعة فحسب، بل نتيجة العملية المعقدة والمكلفة للغاية اللازمة لإنتاجها مخبريا، وفقا لموقع "dailygalaxy".

يعتمد هذا المركب على بنية شهيرة مكوّنة من 60 ذرة كربون مرتبة في شكل كروي يشبه كرة القدم، تُعرف باسم "كرة الباكي". داخل هذا القفص الكربوني تُحبَس ذرة نيتروجين واحدة، ما يمنح الجزيء خصائص إلكترونية وفيزيائية استثنائية، أبرزها العمر الطويل لدوران الإلكترون، وهي ميزة تجعل هذه المادة مثالية لتطبيقات القياس الدقيق.

في عام 2015، تمكن علماء شركة ديزاينر كاربون ماتيريالز الناشئة من إنتاج أول دفعة تجارية من هذا المركب، حيث بيعت كمية لا تتجاوز 200 ملغ مقابل 110 ملايين جنيه إسترليني. ومنذ ذلك الحين وصفته جامعة أكسفورد بأنه "أغلى مادة على وجه الأرض".

ثورة في عالم الساعات الذرية

تُعد الساعات الذرية أدق أجهزة قياس الوقت التي عرفتها البشرية، لكنها ظلت تقليديا أجهزة ضخمة ومعقدة. إلا أن هذا الجزيء الفريد فتح الباب أمام تطوير ساعات ذرية مصغّرة بحجم شريحة يمكن دمجها داخل الهواتف الذكية.

ويقول الدكتور كيرياكوس بورفيراكيس، أحد الرواد في هذا المجال منذ 2001:"تخيل أن تحمل ساعة ذرية داخل هاتفك الذكي. هذه هي الثورة القادمة في عالم الاتصالات".

هذه الساعات الميكرو-ذرية قادرة على قياس الوقت بدقة مذهلة، ما قد يؤدي إلى تحسينات جذرية في أنظمة GPS وجعلها أكثر دقة من أي وقت مضى.

تحولات كبرى في المركبات ذاتية القيادة والملاحة

تمتد آثار هذه التقنية بعيدا عن الأجهزة الشخصية، لتطال مستقبل النقل. فالمركبات ذاتية القيادة تعتمد على أنظمة ملاحة دقيقة جدا، بينما تواجه الحالية منها حدودا واضحة.

بفضل الساعات الذرية الدقيقة للغاية القادرة على تحديد الموقع بهامش خطأ يصل إلى مليمتر واحد فقط قد تنطلق قفزة هائلة في عالم القيادة الذاتية.

ويقول لوسيوس كاري من “صندوق أكسفورد للتكنولوجيا:"هذه المادة ستتيح وضع ساعة ذرية على شريحة داخل هاتفك. التطبيقات المحتملة هائلة، وأبرزها التحكم الدقيق في المركبات ذاتية القيادة".


مدار الساعة ـ