بقلم: سليم المعاني
عام كامل مضى
كأن لم تكُ شيئاعام كامل يا ضيفأغبطك ورب الكعبةأغبطك حيا وميتا ...في اليوم الثالث من رمضان الماضي ...وقبيل الغروب بقليلافتقدتك انت والعزيز "زيد غرايبة "أبو عبد الله"ليس معقولا ان يكون اليوم الثالث من رمضان ولم نتهاتفهاتفت زيدا ...ثم هاتفتك ..قبل أن أنطق بحرف فورا بادرتنيسبقتني ... سبقتني .. لكني كنت مشغولا بحالي قليلا ...كان صوتك متعبا ... أقلقنيسألتك ما بك ؟فأوضحت ليوسألتك وماذا فعلت ؟قلت لي ذهبت لطبيب باطني بماذباقلت : انت لست بحاجة لطبيب باطني ... بل مسالك بوليةاتفقنا ان نلتقي في اليوم التالي وآخذك عند الدكتور هاشم أبو حسانقبل ان نغلق الهاتف وكعادتك أيضا قلت لي : ومتى تفطروا عندنا برمضانأجبتك : ان شاء اللهقلت : وتناموا عندنا أيضا ...قلت وننام عندكم ...قال : وعد ؟قلت : وعد ... وعدوتوادعنا .. وأغلقنا الهاتف قبيل الغروب بقليلبعيد نحو ساعة ...جاءني هاتف يشير الى احمد الزبن "أبو حمزة"فتحت الهاتف ... فلم أسمع إلا بكاء يقطع نياط القلبقلت له كفى الله شرك ... كفي الله شرك ...ومضى وقت وأنا لم أتلق جملة مفيدةالى أن قال : أخوك أعطاك عمره !!أسقط في يديولم تحملني قدمايواستسلمت للنواح !!ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــعرفت انه بعد ان تناول طعام الافطارخرج على برندة البيتوطفق يصلي ...وعندما استطولته "أم عمر" ... خرجت لتتفقدهوجدته في حالة الركوع وقد أسلم الروح.........................................................يا الله ما أروع هذه الميتة بين يدي الرحمن ...هي تماما تعكس منطق الاشياءالمقدمات تؤول الى النتائجكان خلقك لا يوصفوايمانك وتقواك وتعاملكان تكلمنا عن الكمال فأيم الحق انك كامل من جميع الجوانب والاحوال...............................................................................بعد رحيل اخي وأستاذي وحبيبي خضر قبطانأصبحت يا ضيف شقيق الروحنعم وربيكنت الاخ ... والصديق .. والحبيب ...كنت كل شيء لي ...لا يمكن ان يمر يوم دون ان تتجسد أمامي مرارا وتكرارا في اليومولا تمر اي صلاة دون أن أبتهل لك بالدعاءوأسأل الله أن يجمعني بك في الفردوس الاعلى من الجنةبالرغم من تقصيريوثقتي بالله مطلقة انه غفور رحيم..........................................................كنت سأكتب عنك في اليوم الثالث من رمضانيوم رحيلكلكن صعقني خبر شل كل تفكيري لعدة أيامومن منطلق ايماني ان الاموات يعلمون اخبار الاحياءفأنت تعلم كنه الخبر الذي صعقنيواستسخف نفسي يا ابا عمرأدرك أننا جميعا الى مآل ...وان كل شيء هالك إلا وجههتقبلنا ربنا بقيول حسنواحتسبنا معك في جنات النعيم



