أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

سلسلة تَماس.. أعراف على المقاس الخطأ

مدار الساعة,أخبار الصحة والأسرة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبتالناشطة الشبابية الإجتماعية سديل رائد العزة -

في مجتمعاتنا، تنتشر أعراف ممنهجة فرضها الإنسان نفسه على نفسه، ليس عن قناعة دينية أو فطرية، بل نتيجة تقاليد مغلوطة أصبحنا نعتبرها واجبًا بعض هذه الأعراف يحمل الحب والاحترام، لكنه قليل، بينما الأعراف الخاطئة كثيرة وتثقل القلوب، وتسيطر على حياتنا اليومية، أحيانًا بلا وعي.

من هذه الأعراف الخاطئة ما يلاحق المرأة طوال حياتها: أعراف العزوبة الطويلة التي تجعل "العانس" وكأنها وصمة، أعراف الطلاق التي تجعل المطلقة مستهدفة أو مهمشة، وأخرى تحدد سلوكها وملبسها وحرية اختياراتها. هذه الأعراف تزرع الظلم وتضع قيودًا على الكرامة الشخصية، وكأن قيمة الفرد مرتبطة بالمظاهر والتقاليد الصارمة لا بالإنسان نفسه.

هناك أيضًا أعراف اجتماعية خاطئة تمارس على الجميع: في بيوت العزاء، يصبح تقديم الطعام والحلو في اليوم الثالث واجبًا فرضه التقليد، وكأن الحزن لا يكتمل إلا بالمظاهر والطقوس، لا بالراحة والمواساة الحقيقية. وفي المناسبات الاجتماعية، يُفرض على العائلات دفع مبالغ كبيرة أو تنظيم حفلات لا ضرورة لها، حتى يُقاس الفرح بالمظاهر لا بالمودة. كل هذه الأعراف تثقل القلوب وتبعد المعنى الحقيقي عن المناسبات، وتترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا طويلًا.

في المقابل، هناك أعراف صحيحة تُظهر الوجه الإنساني للتقاليد: أعراس بسيطة تعكس الفرح والمودة لا المال، مجالس عزاء يملؤها الدعاء والمواساة، تبادل هدايا بسيطة تعبر عن الحب لا عن التظاهر، وعادات رمضانية أو احتفالية تركز على المشاركة والتقارب بين العائلة والجيران هذه الأعراف تعزز الاحترام والمحبة، وتعيد للأعراف معناها الحقيقي: تعزيز الروابط بين الناس، لا فرض أعباء إضافية!!

التغيير يبدأ بالوعي وبالاختيار كل فرد قادر على رفض الأعراف الظالمة، وإعادة ترتيب حياته بما يزرع الحب والاحترام تعليم الشباب والأطفال أن القيم الحقيقية للتقاليد تقوم على المحبة لا القيد، هو خطوة أساسية نحو مجتمع أكثر عدلًا وتوازنًا.

التقاليد يجب أن تكون جسورًا بين القلوب، لا قيودًا تثقلها كل واحد منا مسؤول عن إعادة الروح الإنسانية للأعراف، وحماية الناس من الأعراف الممنهجة والخاطئة التي تثقل الحياة فلنجعل المجتمع مكانًا يحترم الفرد ويحتفل بالمحبة والكرامة، بعيدًا عن كل ما يضر لا ما يفيد.


مدار الساعة ـ