الرفايعة يكتب: مبادرة وزير الداخلية.. تطلق شرارة الحوار المجتمعي.. مجتمعنا يحتاج طبقة جديدة من النخب

مدار الساعة كتب د. ماجد سالم الرفايعة -

اطلقت مبادرة وزير الداخلية مازن الفراية، شرارة الحوار المجتمعي حول الآثار السلبية المرتبطة بالعادات والتقاليد، واهمية التوافق على رؤية وطنية لمواجهة هذه السلوكيات التي لطالما كانت حديث الأردنيين في مجالسهم، في ظل تصاعد المبالغات في الاعراس والاتراح، وتجاوز بعضها لحدود العادات الأصيلة.

وتعد المبادرة الشجاعة لوزير الداخلية، بما تحمله من مسؤولية ورؤية إصلاحية، بمثابة دعوة صريحة للفاعلين، الى التوافق على حلول عملية تنبع من قيمنا الاصيلة، تعكس روح التعاون والتكافل، وتخفف من مظاهر البذخ والمبالغة في المناسبات الاجتماعية، والتي أسهمت في زيادة نسب العنوسة والعزوف عن الزواج بسبب إرتفاع تكاليفه.

ان اطلاق المبادرة والتفاعل الكبير معها يؤكد ان مجتمعنا يحتاج الى طبقة جديدة من النخب -أمثال الوزير الفراية- قادرة على الامساك بزمام المبادرة وطرحها وفق منطق غير متحيز وجريء، بحثا عن حلول، بدلا من الهروب وعدم الاعتراف بما يواجه المجتمع من قضايا خاصة تلك التي تمس أمنه وسلامة ابناءه.

ان ما شهده المجتمع الاردني من تطورات على الصعيد الاجتماعي وما رافقها من ممارسات سلبية من مغالاة في المهور وزيادة في تكاليف الزواج الذي أصبح مباراة للمبارزة بالتفاخر والنفاق الاجتماعي والتظاهر أمام الناس، تحتاج الى مبادرات وجهد جماعي للحد من مخاطرها على المجتمع، ومطلوب من الجميع سواء كان وسائل الاعلام او شخصيات عامة او وجهاء العشائر أن يكونوا قدوة حسنة في خفض المهور وتقليل تكلفة مناسبات الزواج والعزاء، فضلاً عن دعم الجمعيات والمبادرات المعنية بتسهيل الزواج، او انشاء صناديق لهذه الغاية.

لقد أصبح الفرح والعزاء يشكلان عبئاً اقتصادياً واجتماعياً على كثير من العائلات، ما يناقض جوهر الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التخفيف والتيسير على الناس، لذا جاءت هذه المبادرة التطوعية -غير الرسمية- كبداية تجديد واحياء للروح الاردنية الأصيلة والقائمة على البساطة والكرامة والمودة، حتى تعود مناسباتنا - كما كانت- أكثر دفئًا وأقل تكلفة، (فرح بلا إسراف، وحزن بلا تكلف).