أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أمريكا ارادت لتفجير قنبلة هيدروجينية على القمر.. لماذا؟

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات,القوات الجوية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -في خطوة أثارت جدلاً علمياً وعسكرياً في حينها، كشفت وثائق أمريكية أن الولايات المتحدة كانت تخطط لتفجير قنبلة هيدروجينية على سطح القمر قبل عشر سنوات من هبوط أبولو 11، المشروع الذي عرف باسم A119 أو "دراسة رحلات البحث القمرية"، طُوّر عام 1958 من قبل القوات الجوية الأمريكية كخطة سرية لإظهار القوة النووية الأمريكية للعالم، وبالأخص للاتحاد السوفييتي خلال أوج الحرب الباردة.

كان الهدف من المشروع، بحسب التقارير، هو تفجير قنبلة هيدروجينية على القمر لإحداث وميض ضخم من الضوء يمكن رؤيته من الأرض، في رسالة واضحة للقوة العسكرية الأمريكية. القنابل الهيدروجينية كانت أقوى بكثير من القنابل الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان، وكان من المتوقع أن يظهر الانفجار مدى الدمار الذي يمكن أن تحدثه الولايات المتحدة على أي خصم.

قاد الفيزيائي النووي الأمريكي ليونارد ريفيل الفريق العلمي الذي شمل شخصيات بارزة مثل جيرارد كويبر، المعروف باسم "أب العلوم الكوكبية الحديثة"، والعالم الفلكي الراحل كارل ساغان، وفقا لـ StarsInsider.

الفريق كان مكلفا بدراسة جميع جوانب الانفجار، بما في ذلك تأثير الضوء على جانبي القمر المضيء والمظلم، وسلوك الغبار والغاز الناتج عن الانفجار.

في نهاية الدراسة، خلص ريفيل إلى أن المشروع كان "قابلاً تقنياً"، رغم أنه كان من الضروري استخدام قنبلة ذرية بدلا من الهيدروجينية، وكانت الخطة تشمل وضع ثلاثة أجهزة على سطح القمر لجمع البيانات قبل وأثناء وبعد الانفجار لفهم تركيبة القمر بشكل أدق.

ورغم الضجة الإعلامية التي أثارها تسريب المشروع لاحقا، أكد ريفيل أن الضرر الذي قد ينجم عن الانفجار سيكون "مجهريا"، والفوهة الناتجة عن الانفجار ستكون بالكاد مرئية من الأرض، إلا أن التلوث الإشعاعي كان يشكل خطرا علميا كبيرا قد يقضي على فرص دراسة أصل الحياة وتاريخ النظام الشمسي المبكر.

ويعود السبب وراء طرح هذا المشروع إلى إطلاق الاتحاد السوفييتي لقمره الصناعي الأول "سبوتنيك 1" عام 1957، وهو ما أحرج الولايات المتحدة ودفعها للتفكير في رد استعراضي يظهر قوتها النووية.

لكن المشروع لم يُنفذ لأسباب أمنية واضحة، أهمها احتمال فشل إطلاق القنبلة وانفجارها على الأراضي الأمريكية، حتى الاتحاد السوفييتي، الذي كان لديه خطة مشابهة باسم Project E4، تخلى عن الفكرة لنفس الأسباب.

ترك المشروع أثره في الذاكرة العلمية بعد أن ذكره كارل ساغان في طلب زمالة دراسية عام 1959، وتم نشر تفاصيله لاحقا في سيرته الذاتية خلال التسعينات، كما أن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 حظرت مستقبلا أي استخدام أسلحة دمار شامل في الفضاء، ووضع قواعد للاستكشاف السلمي للأجرام السماوية.

في النهاية، اختارت الولايات المتحدة مسارا أكثر أمانا ونجاحا، وهو هبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969 عبر مهمة أبولو 11، لتسجل فصلا تاريخيا في سباق الفضاء دون المخاطرة بكارثة نووية محتملة.


مدار الساعة ـ