أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

يوم كنا.. واليوم أضعنا المحراث

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: محمد الزبن

كانت الشمس تسابقنا فنسبقها فكنا النجوم العوالي، وكنا قبل الشنار والبلابل نصل إلى الأرض فنحرثها، وكنا ننظر إلى حفنة الأرض حفنة حفنة ونعد ذراتها لأن كلّ ذرة منها تحمل بذرة والبذرة تنبت سنبلة والسنبلة تصنع طحينا والطحين يغدو خبزا يأكله الصغير في وجبة الهرس وقت الدرس فيصنع معادلة في الكيمياء أو نظرية في الفيزياء أو يقس لنا حدود الوطن.. بلقمة العيش من أرضنا يعود الخير إلى أرضنا من عقول ناصعات لا تحتاج إلى تحديق بعدما امتلكنا الجوالات فاجتالتنا الأوقات.. وسهرنا كثيرا وتهنا كثيرا...

وفي الصباح.. أشرقت الشمس وابتعدت حتى كبد السماء فأصبحنا لا نراها أو نخجل أن نرفع عيوننا لنراها.. إننا لا نستطيع أن نراها.. وانتظرتنا البلابل على الأشجار وغردت ثم غادرت..

والمحراث ضاع.. واستبدلناه بالضياع وبدلا من نور البيدر أصبح النهار نوما والليل يعزف على أوتار الفكر ونسيان الحاضر والماضي..

وترتجف الأقلام وهي في إصبع لا يعرف ماذا يكتب.. أو عن ماذا يكتب هل رأينا من غير الإسلام عزة.. فإلى متى نعيش من غير عزة.. أو دعك من هذا وودع المكارم ولا تقعد لبغيتها ولستسوى الطاعم من البرغر والكاسي من الشيفون واللاعب على مدرجات الانتظار لهدف يصيب كبد السماء فيسقط الشمس كسفاً..

وهل انتهى المشهد؟ أم أننا يمكننا العودة إلى المحراث لنسابق الشمس والزمن؟

ملحوظة: الصورة قبل ثلاث سنوات مع أخي محمد القرالة في قرية كثربا-الكرك.


مدار الساعة ـ