السلام على سيدنا،
السلام على الشهداء ،السلام على صانع الكرامة ،السلام على وارثي الكرامة و مورثيها جيلاً بعد جيل، لم يدر في خلد العدو يوماً أن تصل حدود التضحية الحد الذي بلغه جنودنا النشامى ، و أحد أشاوسهم ينادي عبر الجهاز على " خوياه " و قد طوَق العدو الغاشم موقعه " طوق العدو موقعي ، ارموا موقعي حالاً "! .و لا يلومهم أحد فهم لا يعرفون الجندي الأردني و شجاعته و حبه للشهادة ، و ما مشهور و فهد مقبول و فاضل علي عنهم ببعيد و هم يقسمون ان لا مبيت الليلة دون الأخذ بثأر العرب و الجيش الأردني من العدو بعد نكسة (67)!.السلام على من رووا بدمائهم أرضهم من الأنبياء و الصحب الأطهار جعفر و عبدالله و زيد و الصالحين من بعدهم ، فأنبتت كل قطرة دم زكية سبع فرسان ما هابوا العدا بل صار" أسود صباح العدا " على أكفهم البيضاء إلا من دماء أعداء الوطن و العروبة و الدين .كان ذلك في زمن أردني فرض نفسه على العدو ليلقنه درساً في أن النصر ليس أسلحة و عتاداً ، و إنما النصر رجال يهبون ضحى ، لينجزوا وعدهم ويحموا حماهم ، سيفهم حداء مر على عدوهم و خيولهم ما تلمس الأرض أقدامها ، تفتش معهم عن رحب من الفضاء ضاق على من سولت لهم أنفسهم التعدي على كرامتنا ، فرد جنودنا كيدهم إلى نحورهم صاغرين مدبرين .بالصبر ، و ما النصر إلا صبر سويعة ، وبالثقة بالله و النفس و الحق والعناد الحسيني الأردني مضى النشامى الرجال الرجال ، مضى خيرة الرجال و الأولى من آبائنا و إخواننا مشهور حديثة الجازي ، وزيد بن شاكر ، و كاسب صفوق الجازي، وقاسم المعايطة، و شفيق جميعان ، ومحمد هويمل الزبن ، وفاضل علي ، ومسلم قاسم مطير ، وراتب البطاينة ، وعيسى سليمان عبدالرحيم ، وسالم الخصاونة ، وعلي عبدالله بخيت العموش ، وكريم عليان حمدان الزيود، ومحمود فليح خليف الخوالدة، وزهير حماد العياصرة، مضوا و "خوياهم " نحو المعركة و " ما في الموت شك لواقف"، وصوت الحسين ، ما يزال يلامس أسماعنا ، عند الخامسة والنصف ضحى ، وهو يعلن قراره: " بأن يستمر القتال حتى يخرج آخر جندي من أرضنا "، و رؤيته تعلو سماء ميدان الرجولة : " لن يمروا ".لقد كانت المعركة إشهاراً لزمن جديد ، لا يعرف أنصاف الحلول و النهايات ، و كرامة أردنية أسطورية تلُوح للعرب ببارقة أمل تروي عطشهم ، لولادة جديدة يعلن فيها النصر معنى و مبنى للجيش الأردني ، بعد نكبات أطفأت جذوة الأمل و جرَت على الأمة الخيبات ، فكان أن أوفى الأردنيون النشامى بالوعد في الكرامة ، وكان ( العرب ) على موعد مع حرب 1973 بروح عالية و معنوية جبارة .إنها سيرة الكبرياء و الشهادة و الكرامة و الحرب من مؤتة وعمورية وباب الواد و اللطرون ، توقظ فينا ماضياً و تؤرخ لزمن ضحى فيه النشامى ليظل التراب الأردني و الوطن الأردني واقفاً كبرياءً ، عصياً على الغادرين والعادين والمتاجرين والمرجفين في المدينة ، فرسان صدقوا الله الوعد و العهد ، فنال منهم من نال الشهادة واقفاً دون أرضه و عرضه ، و آخرون ظلوا يحرسون الوطن برموش عيونهم ، و حبات عرقهم ، حتى صار وطناً يهاب جانبه شجاعة ، ويعز وارده طلباً لأمان فقده الناس في أوطانهم .نشامى أدركوا أن الريادة والقيادة لا تتأتى بغير لأي وصبر ودم ، فكانوا جنوداً أوفياء لقيادتهم الهاشمية وما زالوا " وافيين الدين "و العهد ، يلبون نداء حرائر الوطن :" يا مرحبا وإن كان عبدالله معهم وإن كان حسين عادل الصفين"ويزمجر الصوت فينا " إحنا كبار العرب"،فيأتي الصدى : " حنا كبار البلد حنا كراسيها"، وما أن يأتي صوت الناعي ، حتى تقوم الأردنيات النشميات الصابرات على الألم والجرح ينادين : " ريت المنايا اللي تيجي يا سلامة ادور على الأنذال دار بدار"أبداً ما خذل جنود أبي عبدالله وطنهم في الماضي ، و لن يخذل جنود أبي الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الباسلة ، عرينهم حاضراً، وهو من يصل الليل بالنهار ، يدعم جنده و يوفر لهم أرقى سبل التدريب و التسليح ن ليكونوا على أتم الاستعدادية و الجاهزية العسكرية، فكانوا صناع أساطير رجولة و تضحية في الحرب ومحاربين أشداء في الميدان إذا سمعوا :" شد الركايب يا( يبه) لا يرتخي مسمارهاأبوك قبلك ما يخاف يفرح إن شبت نارها"و كأن صوت فارسهم ( الحسين )و صوتهم من خلفه ، يحقق رؤية أبي الطيب ، إذ يقول :" أريد من زمني أن يبلغني ما لا يبلغه من نفسه الزمن "فالسلام عليكم أيها الشهداء يا أنبل بني البشر ، ضحيتم بدمائكم و نشيدكم و أمنباتكم البسيطة ، فنعمنا بوطن أعلنتم ميلاده بالدم و شرف الجندية ، وعليه، اكتبوا في دفاتر الحب و الوطن مهدور دمنا إن خذلنا شهادتكم يوماً و دمكم ، مهدور دمنا إن ساومنا أو بدلنا أو ناورنا على الوطن أو على حبة تراب منه ، فنحن لغير سجل الوطن ما انتسبنا و لا على غيره " دوَرنا ". سلام على وطن الرفاق الطيبين والصادقين والصابرين والقابضين على جمر الولاء ، وجمر العروبة ، وجمر العقيدة ، و جمر المحبة ، و جمر الحرية التي بغير ما دماء الأردنيين ما عرفناها.السلام على الملك والقائد المفدى،السلام على العسكر،السلام على الشهداء ورفاقهم .نص الثأر: «ارموا موقعي حالاً»
مدار الساعة ـ


