مدار الساعة - شعر : راتب المرعي الدبوش
(في رحيل حبيب الزيودي) .......................................نَـرْثـيـكَ ،أمْ نَـبـْكيكَ، أمْ نَقُولُ إذْ تَـغـيْبُ،يَا حَبيبْ . يَا نَاثـِرَ الْغِناءِ في الـــدُّروبْ يا زارعَ الوُرودِ في الأرْواحِ، والْقُلـــ ـوبْيا أيـُّها الحَـــ ـرّاثُ في (مَوَارِسِ) الوطَنْ( أمْسِ العَصِرْ ) ، والّلــهِ ، لاحَ بـَـــ رْقْورَشْرشَتْ (مِــرْهاشَها) سَمَـاؤنا يَا طِـيـْبـَها !!كَالمِسْكِ (رِيـــ حَةُ ) الـــ تُّرابْ !بَينَ اليَـــبَاسْو دَفْقَةِ الوَسْمِيّ ، يا الْحَبيبُ ، فَـــ رْقْ . ****بالّلـهِ، أيـْنَ أنْتَ يا حَبيبْ؟بالّلـهِ ،أيْنَ أنتَ يا ابْنَ هذهِ التـِّلاعْ؟ يا سَجْـعَــةَ الحَمَامِ في مَفَارِقِ العالُـوكْيا هَـجْعَـةَ الـــرُّعْيانِ في شِعَابِ عَجلونْ يا رَقْصَةَ الأحْبَابِ في مَعانَ و الطفيلةْيا فَرْحَةَ الْحَصّادِ إذْ يُعانِقُ السّنابلْيا نَشْوةَ الحِنّاءِ في مَفارِقِ الجَديلةْبالّلـهِ، أينَ أنتَ يا حَبيبْ؟بالّلـهِ ، أيـنَ أنتْ ؟ . **** عَنْ هذهِ الّتي تُحِـبُّها، سَأخْـبُركْ: فالشّيْخُ سَـرَّهُ المَطَـرْوالأرْضُ، مِنْ شَوْقٍ بِها تَـزيّـنتْلِسِكّةِ الْمِحْراثِ... و (الذّكَـــ ـر ) ْ. يَا شَوْقَهُ الْبِـذارُ... يَـنْـتَظِرْ ! يا لَهْفَةَ السُّفوحِ لِلّقاءْ !يا فَرْحَةَ التِّـلاعِ والسّهـولْ !..وهَاهُمُ الرّفَاقُ، يَا حَبيبْ قدْ بَـيّـتُوا السُّرى إلى الحُقـولْ فهلْ يَليقُ في مَواسِمِ البِـذارِ أنْ تغيبْ . !؟وهل يليقُ بالْبُدورِ في اكْتِمَالِها الْأفُــولْ ؟! **** يَا أيُّها الحَبيبْيَا وَمْضَ جَمْرِ الشّعرِ في حَياتِـنا يَا ضَوْءَ بَرْقِ الفَنِّ في سَمَاءِ هذه البِلادْيَا بُـحّةَ النّاياتِ في مَشَاعِبِ الجبَالْيَا أنَّـةَ الْيَـرْغولِ ، و الـرّبـابِ ،يَا تَصْفـيقَةَ الْقُـلُوبِ و الأكُــــفِّ في دَبْـكَةِ الشَبابِ في الْأعْراسْلِـنَـسْرِنا فِـــ ـــراسْ،لصايلٍ، وصالحٍ ، وحابسٍ ، و وَصْفــــي .لِكُلِ مَنْ يعيشُ واقفاً ، يَـموتُ واقفاً لَمْ تَـرْتَـعِـشْ لَهُ يَــدٌ ،لَمْ تَـنْـكَسِرْ، والّلـهِ، عَـيْـنُهُ ولمْ يَـلِـنْ لهُ مِـــ ـــ رَاسْ. ****يَا أيـُّها الْحَبيبْ إنْ قَالَ ( بيتُ الشّعرِ ) : أيْــنَـهُ حَبيبْ ؟أوْ (تَـلْفَـنَـتْ) صَبِـيّـةُ قدْ بُـحّ صَوْتـُها ، بِـلَـثْـغَةٍ ، تَقولْ :سَألْتُ عَنْهُ، (سِنْدِيَانْ) مَرَرْتُ في الصّباحِ لَمْ أَجـِدْهْمَررتُ في الْمَسَاءِ لَمْ أجـِـدْهْ ( تَلْفَـنْتُ) لَمْ أَجـِـدْهْ . فـأيـْنـَـهُ ؟ فـأيْـنـَـهُ ؟؟.فَـهَلْ نَقُـولُ : رَاحْ ؟وَهَلْ نَـقُـولُ : خَانَـهُ الْجَـنَاحْ ؟وَهَلْ نَقُـولْ :كَبَا بهِ جَـوَادُهُ في لُجّـةِ الْأمْواجِ والرّيـاحْ ؟.. **** يَا صَاحِبَ الـدُّرَرِ الْفَـرَائِــدْيَا نَجْمَةَ السُّمّارِ في لَيْلِ الْحَصَائِـدْالضّـادُ بَعْدَكَ أمْحَـلَتْوَدَفَاتِـرُ الشُّعَراءِ بَعْدَكَ ( عَـنّسَتْ )وَ (تَـفَـرْنـَجَتْ) مِنْ فَـرْطِ عُـجْمَـتِها الْقَصَائِـدْوَغَدا صَهيـلُ الشِّـعْرِ أشْبـَهَ بِالْـبُـكُـاءْ . ****قُمْ يا سَليلَ الأرضِ ، وَاسْكُبْزَيْـتـَكَ الْـوَضّـاءِ (جُـوداً ) ، إِثْـرَ (جـُــــوْدْ ) .وَانْـثُـرْ خَميرةَ رُوحِكَ الْـوَلْهى عَلىكُـلِّ الْمَحَابرِ ، والدّفَـاتـرِ ،وَالْقَصَائدِ والـغِناءْ .هَذا ( شَلِيلُ ) الْأرْضِ مَفْتُوحٌ عَلَى عَيْنِ السّماءْفَاجْعَلْ نُجُومَ الّليْلِ في الصّحراءِ شَاهِدَةً على وَطَنٍ،يُسَيـّجُهُ النّشَامَى بِالْمَحَـبّـةِ والفِـداءْ . راتب المرعي الدبوش يـرقا / السلط 2012هوامش القصيدة :1 - المَوارس : جمع مارس . وهي لفظة شعبية أردنية تعني القطعة المستطيلة من الأرض الزراعية .2 - المِرْهَاش : لفظة شعبية أردنية ، يستعملها الفلاحون للدلالة على المطر ينهمر سريعا وغزيرا لمدة لا تتجاوز نصف ساعة .3 - ريحة التراب : رائحته.4 - الوسميّ : وصف للمطر يسقط في بداية موسم الشتاء، حيث يباشر الفلاحون بعده زراعة الأرض بالحبوب.5 - سكة المحراث : هي القطعة المعدنية المدببة التي تغوص في الأرض عند الحرث.6 - الذّكَر: هو الجزء الأسفل من المحراث البلدي، يدخل في عروة السكة؛ لتثبيتها. 7 - فراس ، وصايل ، وصالح ، وحابس ، ووصفي هم نخبة من رجالات الأردن الذين قدموا أروع الأمثلة في الدفاع عن كرامة الوطن . وهم على التوالي : فراس العجلوني ، وصايل الشهوان، وصالح الشويعر، وحابس المجالي ، ووصفي التل.8 - بيت الشعر : مرفق ثقافي تابع لأمانة عمان ، أداره حبيب فترة من الزمن.9 - تلفنت : أجرت اتصالا تليفونيا .10 - سنديان : اسم البرنامج الإذاعي الذي كان حبيب الزيودي يعده ويقدمه في الإذاعة الأردنية.11 - عنّست : أصبحت عانس .12 - تفرنجت : أصبحت إفرنجية غريبة ، لا فصاحة فيها.13 – الجُـود : قربة صغيرة من جلد صغير الماعز ، تملأ بماء الشرب ، يحملها الفارس، والمزارع والمسافر ، وقد تستعمل لحفظ الزيت.15 - الشليل : الجزء الأمامي السفلي من الثوب العربي، و(فَتْحُ الشليل) في الثقافة الشعبية الأردنية هو كناية عن الاستعداد لجردة الحساب . فإذا قال أحدهم لآخر : (هذا شليلي مفتوح) ، قصد أنه مستعد لوضع كل الأمور تحت مجهر النقد والحساب . ولا يقول ذلك أحد إلا إذا كان واثقا من نفسه وما صدر عنه من فعل وقول .


