مدار الساعة-شهدت الأرض أمس الجمعة عاصفة شمسية هائلة من الفئة اكس4، أحدثت اضطرابات كبيرة في الاتصالات اللاسلكية خاصة في القارة الأفريقية.
وانطلقت هذه العاصفة من البقعة الشمسية AR4274، إحدى أكثر المناطق الشمسية نشاطًا في الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، والتي سبق أن أطلقت توهجًا قياسيًا من فئة Xاكس قبل أيام قليلة.وتعد الفئة X الأعلى في تصنيف التوهجات والعواصف الشمسية، حيث يشير الرقم المصاحب لها إلى شدة الحدث، وفي هذه الحالة يُمثل X4 قوة هائلة.ورصد مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكي هذه العاصفة عن كثب، وأكد أن الانبعاث الكتلي الإكليلي المصاحب لها لم يكن موجهًا مباشرة نحو الأرض، مما خفف من تأثيره المباشر، لكنه يبقى تحت المراقبة لتقييم أي تداعيات محتملة خلال الأيام المقبلة.النتيجة الأكثر وضوحا للعاصفة كانت انقطاع موجات الراديو عالية التردد التي تعتمد عليها الطائرات والملاحة البحرية وخدمات الطوارئ للتواصل عبر مسافات بعيدة، وتأثرت العديد من المناطق الأفريقية بشكل كبير، حيث أصبحت بعض الترددات اللاسلكية مؤقتًا غير موثوقة، بينما استمرت معظم خدمات الأقمار الصناعية في العمل بشكل طبيعي.التوهجات والعواصف الشمسية تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية تصل الأرض بسرعة الضوء في ثماني دقائق، مؤينة الغلاف الجوي العلوي، مما يسبب اضطرابات مؤقتة في الاتصالات وGPS وأحيانًا تداخلًا في الأقمار الصناعية.مع تصاعد النشاط الشمسي خلال الدورة الخامسة والعشرين، يواصل العلماء مراقبة الشمس باستخدام أدوات رصد متقدمة، لتوقع أي عواصف شمسية محتملة وحماية الشبكات التكنولوجية الحيوية حول العالم.ما هي العاصفة الشمسية X؟تصنف العواصف الشمسية حسب شدتها، وتعد الفئة اكس الأعلى قوة بينها. يشير الرقم المصاحب للفئة اكس (في هذه الحالة 4) إلى شدة العاصفة. على سبيل المثال، الفئة اكس1 قوية بما يكفي لإحداث اضطرابات كبيرة، بينما X4 تُعد من بين الأقوى على المقياس.العواصف الشمسية بهذا الحجم قادرة على إطلاق طاقة هائلة تعادل مليارات القنابل الذرية، على الرغم من أن معظم هذه الطاقة تتشتت في الفضاء.تنتقل الإشعاعات الناتجة عن العاصفة بسرعة الضوء، ويمكن أن تصل الأرض في ثماني دقائق فقط، مؤينة الغلاف الجوي العلوي للأرض. وقد يؤدي هذا إلى انقطاع مؤقت للموجات اللاسلكية، تعطيل إشارات جي بي اس، وحتى التداخل مع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. بينما تطلق الانبعاثات الكتلية الإكليلية بلازما مشحونة في الفضاء، فإن العواصف الشمسية تصدر إشعاعات لها تأثير مباشر وفوري على الغلاف الجوي للأرض.دور الانبعاثات الكتلية الإكليليةإلى جانب العاصفة الشمسية اكس4، نتج عن الانفجار انبعاث كتلي إكليلي وهو انفجار هائل من الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية يرتفع فوق الهالة الشمسية. يمكن للانبعاثات الكتلية أن تقذف مليارات الأطنان من المواد في الفضاء، وعند توجيهها نحو الأرض، قد يكون لها تأثير كبير.لحسن الحظ، لم يكن الانفجار الكتلي الإكليلي الناتج عن عاصفة 14 نوفمبر موجها مباشرة نحو الأرض، إذ كانت البقعة الشمسية بالقرب من الحافة الغربية للقرص الشمسي. ومع ذلك، يواصل خبراء الطقس الفضائي مراقبة الوضع عن كثب لتقييم مسار الانبعاث الكتلي وقدرته على التأثير على الأرض في الأيام القادمة.في الماضي، تسببت الانبعاثات الكتلية في اضطرابات في الاتصالات وشبكات الطاقة، مما يذكّر بقوة الشمس وأهمية متابعة الطقس الفضائي للحماية من تأثيراتها على الأرض.سياط الشمس تُجلد الأرض: هل تستطيع الاتصالات الصمود أمام العاصفة الجيومغناطيسية الأقوى منذ عقد؟
مدار الساعة ـ










