مدار الساعة -في وقت أصبحت فيه شبكة الإنترنت عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في تفاصيل الحياة اليومية، تبرز تساؤلات مستمرة حول السرعة المناسبة التي يحتاجها الأفراد والأسر لضمان استخدام سلس دون انقطاع، فمع تنامي الاعتماد على الخدمات الرقمية، من مشاهدة الأفلام عالية الدقة إلى العمل عن بُعد والألعاب الإلكترونية، بات تحديد السرعة المناسبة شرطا أساسيا قبل الاشتراك بأي خدمة جديدة.
وتشير تقديرات حديثة صادرة عن شركات تقنية مختصة بقياس سرعة الاتصال، إلى أن سرعة 100 ميغابت في الثانية تمثل نقطة انطلاق مثالية للاستخدام المعتدل والمتنوع، فهذه السرعة تتيح بث المحتوى بدقة 4K، وتشغيل الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، وتحميل الملفات الكبيرة بمعدل جيد، إلى جانب تشغيل عدة أجهزة في الوقت نفسه داخل المنزللكن خبراء التقنية يحذرون من اعتماد معيار واحد للجميع، مؤكدين أن احتياجات المستخدمين تختلف جذريا بحسب عدد الأشخاص داخل المنزل وطبيعة الاستخدام، فالتطبيقات التي كانت تعمل سابقا دون اتصال، مثل العديد من ألعاب الفيديو، أصبحت اليوم تعتمد على الإنترنت بشكل كامل، ما يرفع الضغط على الشبكة ويجعل السرعة عاملا مؤثرا في جودة التجربة.وتزداد التعقيدات مع تعدد الأجهزة المتصلة داخل الأسرة الواحدة، فبينما قد يضم المنزل أربعة أشخاص فقط، إلا أن عدد الأجهزة المتصلة، من هواتف ذكية وحواسيب محمولة وأجهزة لوحية وتلفزيونات ذكية، قد يصل إلى عشرات، وكل منها يستنزف جزءا من السرعة الإجمالية، هذا الواقع يجعل السرعة الفعلية المتاحة لكل جهاز أقل بشكل ملحوظ من السرعة المعلنة من قبل مزوّد الخدمة.وبحسب الخبراء، يمكن للمستخدمين الذين لا يستهلكون الإنترنت إلا في حدود بسيطة، مثل تصفح المواقع أو متابعة منصات التواصل، الاكتفاء بسرعات 20 إلى 50 ميغابت في الثانية، مع الإقرار بإمكانية حدوث بطء أو تقطّع في البث بين الحين والآخر، إلا أن هذا الخيار يظل محدودا ولا يناسب المنازل متعددة الأجهزة أو الراغبين في مشاهدة المحتوى بجودة عالية دون انقطاع.أما في المنازل الكبيرة أو لدى المستخدمين الذين يعتمدون على الإنترنت بشكل مكثف، فإن الحصول على سرعة 1 غيغابت في الثانية يعد خيارا مثاليا، فمثل هذه السرعات العالية توفر تجربة استخدام شبه خالية من التأخير، مهما بلغ عدد الأجهزة المتصلة، غير أن توفر هذه الخدمة لا يزال مرهونا بموقع المستخدم والبنية التحتية لشركة الاتصالات في منطقته.وبينما تتسابق الشركات لتوفير سرعات أعلى وعروض موسمية، فإن فهم الاحتياجات الفعلية يظل العامل الأهم عند اختيار الباقة المناسبة، وفي ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا، يتوقع الخبراء أن ترتفع الحاجة إلى سرعات أكبر خلال السنوات المقبلة، خصوصا مع انتشار الذكاء الاصطناعي المنزلي وخدمات الواقع الافتراضي، ما يجعل الاستثمار في سرعة عالية خطوة استراتيجية للمستقبل.اختبار السرعة الكاشف: هل تدفع ثمن 100 ميغابايت وتحصل على أقل من النصف؟ هذا هو المعيار الذهبي لسرعة الإنترنت.
مدار الساعة ـ










